احمد الشامى
علمني الصيد ولا تعطيني سمكة
تؤمن القيادة السياسية للدولة بالمثل الصيني الشهير "علمني الصيد ولا تعطيني سمكة" والذي يعني أنه من الأفضل أن تعلم الشخص المحتاج الصيد ليستطيع الحصول علي سمك كل يوم بنفسه بدلا من أن تعطيه سمكة وتالياً يظل يعتمد علي لآخر ويحتاج إليه كل يوم من أجل الحصول علي سمكة ليطعم نفسه بها ولذا ارتكزت فلسفة غالبية المشروعات العملاقة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الفترة الماضية علي هذه الفكرة فليس الهدف منها الحصول علي عائد فوري بقدر ما تسعي إلي بناء دولة حديثة تتطلع إلي المستقبل من خلال تنويع مصادر اقتصادها بما يعود بالخير علي الشعب والأجيال المقبلة وآخرها استصلاح 1.5 مليون فدان والذي أطلق الرئيس بداية العمل فيه الأسبوع الماضي للخروج من وادي النيل وبناء مجتمعات جديدة وعبقرية هذا المشروع بالتحديد أنه يعيد مصر إلي أصلها إذا ولدت الحضارة فيها علي ضفتي النهر واعتمدت علي الزراعة.
ومن روعة القدر أن بداية انطلاق مشروع ال 1.5 مليون فدان تأتي قبل أيام فقط من افتتاح البرلمان الذي يتسم بالتنوع بين تشكيلته المنتخبة وجاء قرار رئيس الجمهورية بتعيين 28 عضواً ليضع النقاط فوق الحروف بعد أن حرص سيادته علي اختيار من لديهم خبرات ورغبة في العمل وليس البحث عن وجاهة ومنظرة لسنا في حاجة إليها الآن وخصوصاً أن الكثير من النقابات والوزارات تكالبت علي ترشيح أسماء للتعيين والغريب أن غالبيتهم من فصيل واحد وإذا كان مجلس النواب خرج إلي النور بعد عناء إلا أن الشعب ينتظر أن ينتخب النواب رئيساً يتسم بالقدرة علي ضبط الايقاع ويلبي الجميع طموحات المواطنين في رسم صورة جديدة للمستقبل وإصدار الكثير من التشريعات التي تعيد الهدوء إلي مؤسسات الدولة.
ويبدو أن احتدم الصراع بين عواجيز الإخوان والشباب علي المال وصل إلي مرحلة بيع الوطن في مزاد بأي ثمن من أجل الحصول علي أكبر قد من الغنائم ولذا فهم جميعاً جاهزون للتحالف مع الشيطان من أجل ارتكاب أبشع العمليات الارهابية ضد الشعب للتعبير عن ولائهم لدول خارجية مثل أمريكا وتركيا وليس غريباً أن فكر الإخوان التكفيري المنتشر في العالم كله الآن من خلال الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها داعش أدي إلي تشويه صورة المسلمين ووضعهم في مواجهة مدافع الغرب ولذا يطالب المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بحظر دخول المسلمين إلي أمريكا وهو ما دفع جماعة الشباب الصومالية المتطرفة لاستغلال خطاباته المعادية لتجنييد الشباب وحثهم علي ارتكاب عمليات العنف ضد واشنطن والغرب ولذا ليس أمامها سوي القضاء علي الإخوان التي تدفع العالم إلي الهاوية.
وأقول لكم إن الرئيس عبدالفتاح السيسي اعتاد أن يختار الطرق الصعبة لتحقيق التنمية في مصر والوصول إلي نتائج مرضية للشعب ومن أجل أن يستفيد منها أجيال المستقبل لأنه حريص علي ميلاد أمل جديد كل يوم علي أرض هذا الوطن.