الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- جنسية وإقامة.. للبيع!
شركات المحمول تبيع المشتركين - عينى عينك - لشركات الإعلانات.. تعطيهم أرقام التليفونات وأسماء المشتركين لكى يقتحموا عليك خصوصياتك.. ويعرضون عليك ما يبيعون.. حتى ولو كانوا يبيعون الأوطان، نعم الأوطان، وأسأل هنا رجال القانون، هل من حق شركات المحمول أن تقدم لشركات الإعلانات أرقام وأسماء المشتركين عندها.. وبالمناسبة: الثمن عال جدًا جدًا!! وهل يمكن للمشتركين مقاضاة شركات المحمول لما تفعله هنا.. بعد أن شاعت هذه الجريمة فشملت كل الشركات أى ليس أمامك مهرب بأن تترك شركة محمول إلى شركة أخرى الآن الكل يرتكب هذه الجريمة.. أى اختراق خصوصية المشترك فيها.
<< وهل لهذا السبب يطلب بعض المشتركين وضع حظر على أرقام تليفوناتهم وجعلها خاصة.. كما يفعل كبار المسئولين والوزراء.. لكى ينعموا بالخصوصية خصوصًا أن شركات الإعلانات «تدخل» عليك فى أوقات راحتك.. وربما تكون نائمًا أو مشغولاً.. وهو نفس السبب القديم الذى كان يجعل بعض كبار المشتركين - فى التليفون الأرضى - منح أرقامهم نوعًا من السرية.. حتى لا يزعجك أحد.. تلك قضية يجب أن نضع لها حدًا.. لأننا من الشعوب التى لا تعترف بالخصوصية والمشكلة أن شركات الإعلانات تستخدم فتيات ذوات أصوات رخيمة أى جميلة.. تخجل أن ترفض سماعها!!
<< وبعض شركات الإعلانات تلجأ إلى إرسال رسائل خطية على المحمول للترويج لسلع معينة.. وما أكثر استخدامات «هذه السلع»!!
ووجدنا هنا من يرسل لك رسالة بأنك قد ربحت سيارة فاخرة وكل المطلوب منك أن ترسل معلومات معينة.. وتلك للأسف من أخطر وسائل النصب والاحتيال.. فمن منا يرفض فوزه بتلك السيارة أو الهدية الفاخرة.. وبالطبع بعض هذه الرسائل تقتحم تليفونك المحمول.. من خارج البلاد.
<< ولكن فى الفترة الأخيرة، ومع تزايد أحلام الحياة السهلة فى دول الغرب.. بدأت تقتحم حياتنا - نقصد محمولنا - إعلانات موجهة إلى فئة معينة من المشتركين.. منها مثلاً هذه الرسالة باللغة الإنجليزية التى تغريك بحلم الحياة فى واحدة من أرقى دول شمال غرب أوروبا.. مثل السويد.. الإعلان يقول لك «هذا وقت استثمارك فى السويد.. فقط افتتح شركة أو أى نشاط باستثمارك مبلغًا معينًا فى السويد لتحصل على اقامة دائمة هناك.. أو لماذا لا تعيش فى وطن مثالى بمجرد امتلاكك فيللا بقيمة 475 ألف جنيه مصرى، مثلاً.. ويمضى الإعلان يغريك قائلا: إذا أردت المزيد من المعلومات اتصل برقم كذا.. وهو رقم محمول داخل مصر.. زيادة فى التسهيل.. وبالطبع دون انتظار إجراءات تأشيرات «تشنجن» المعروفة.
<< حتى قبرص التى حكمتها مصر مئات السنين.. تستخدم نفس الأسلوب.. وهذه رسالة أيضا عبر محمولك تقول لك: «اشترى شقة فى قبرص.. واحصل على اقامة دائمة.. وللتفاصيل اتصل برقم محمول كذا».. وهو أيضًا من داخل مصر.. وبالمناسبة لم يقل لك الإعلان، هل الاقامة ستكون فى قبرص الشمالية الخاضعة للحكم والسيطرة التركية.. أم ستكون فى قبرص الجنوبية - ذات الأغلبية من أصول يونانية - وهى الدولة التى تعترف بها مصر.. ورحم الله قبرص الموحدة أيام الأب ماكاريوس بطل النضال القبرصى من أجل الاستقلال. ولمن لا يعلم فإن الجنيه القبرصلى «أو القبرصى» قيمته تزيد كثيرًا على الجنيه الاسترلينى.. والدخل الأساسى هناك - وهذا من أسباب قوة الجنيه القبرصى - يأتى من السياحة.. ومن صناعات الأسمنت والأحذية والملابس.. والنبيذ. وجاء اسمها «قبرص» من غناها زمان بخام النحاس.. وهى أيضا غنية بمزارع العنب ولا ننسى شهرة الكمون القبرصى.
<< يا الله على قبرص.. يمكن ربنا يفتحها أمامك لتصبح مواطنا قبرصيا.. وكله بفضل إعلانات المحمول.. وربنا يقطع المحمول وسنينه!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف