الأهرام
نجوى العشرى
الفن التشكيلى.. قاطرة الاقتصاد القومى
الفن التشكيلى له دور كبير فى تنشيط الاقتصاد حتى يتجاوز أزمته الراهنة، وهناك أفكار ومبادرات يمكن الاسترشاد بها
وتحويلها إلى مشروعات تدر دخلا للدولة وتوفر فرص عمل للشباب وتنعش السوق المحلية، وهذا ما نتبينه من خلال استعراض بعض هذه الأفكار والمبادرات.. وفى مقدمتها نشر ثقافة الاقتناء للأعمال الفنية، ومبادرة قافلة مصر التراث ومشروع إنشاء المجلس الأعلى للحرف التقليدية.

ونبدأ بنشر ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، فالعمل الفنى كالذهب يحتفظ بقيمته المادية مع مرور الزمن بل ويزيد، والدليل على ذلك المزادات العالمية والإقليمية التى حققت فيها لوحات لرواد الفن التشكيلى المصرى أرقاما قياسية، ومنها لوحة الدراويش للفنان الراحل محمود سعيد التى حققت رقما غير مسبوق فى العام الماضى، ولدينا كنوز يحتفظ بها هواة الاقتناء تمثل منجما لهم، وهناك كنوز أخرى لدى مؤسسات الدولة ووزارة الثقافة يمكن عرضها فى المتاحف لتدر دخلا للدولة.. أيضا يمكن تشجيع هواة الاقتناء للإقبال على المعارض الفنية التى تقيمها صالات العرض وقاعات الفن التشكيلى يوميا.

أما مبادرة قافلة مصر التراث، فهى تهدف ـ كما يقول المنسق العام لها إبراهيم يحيى إبراهيم مستشار تصميم النظم ـ إلى تأكيد هويتنا وأصالتنا، ونشر وتوسيع مساحة تسويق صناعتنا التقليدية ومنتجاتنا التراثية، وهذه المبادرة تعتبر إحدى الآليات العاجلة لتخفيف حالة ركود المشروعات التى تعمل فى مجالات الصناعات التقليدية والتراثية والمنتجات السياحية، ومواجهة مشكلة انهيار قطاع صناعى واقتصادى وسياحى يستحوذ على أكثر من 06% من حجم قوة العمل المصرية، ويتعرض هذا القطاع لخطر المنافسة الشديدة من منتجات تراثية مقلدة وممسوخة للتراث والصناعات التقليدية المصرية بأسعار منخفضة وبلا جودة، وهنا تأتى أهمية مبادرة قافلة مصر التراث كمشاركة عملية وفعالة فى تعزيز ودعم جهود الترويج لمصر الاستقرار والحضارة اعتمادا على التعريف بالتراث الصناعى والحرفى المصرى وإبراز معالمه وعلاقته بالفلكلور والبيئة المصرية وإبراز معالم الحضارات المصرية الفرعونية والقبطية والإسلامية ومدى ترابط العلاقات الاجتماعية من خلال إنشاء قافلة مصر التراث لتكون بمنزلة مراكز إشعاع حضارى وتنفيذ برامج لترويج مصر سياحيا وثقافيا فى عدد من الدول وعرض نماذج من تراثنا وصناعاتنا التقليدية التى تمثل محورا اقتصاديا هاما من خلال مساهمتها فى مجال التوظيف والإنتاج والترويج الثقافى والحرفى التقليدى الذى يشمل 41 مجموعة نوعية (نسجيات ومعادنيات وخشبيات... الخ) تضم نحو 56 صناعة رئيسية تتشعب إلى أكثر من 005 حرفة تنفذ بأساليب وتكنولوجيات تراثية وطرز مختلفة تبعا لبيئات انتشارها مثل الطراز الفرعونى والقبطى والإسلامى والشعبى والبدوى والفلاحى والنوبى... الخ.

وتشمل أنشطة القافلة الفنون الشعبية والفلكلورية والتشكيلية والعروض البانورامية للتاريخ والحضارة المصرية، وإقامة مسابقات وجوائز تحفيزية ومسابقة للتميز الحرفى ومهرجانات للنسيج اليدوى والأثاث المصرى التراثى والخزف والفخار المصرى وصالون التراث المصرى.

وأخيرا.. نستعرض ملامح مشروع إنشاء المجلس الأعلى للحرف التقليدية والذى قدمته جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة فى مؤتمر أصالة القومى الأول (الحرف التقليدية والثورة.. الواقع والمستقبل) الذى عقد فى 51 مايو من العام الماضى برئاسة الفنان الناقد عزالدين نجيب، ويهدف المشروع إلى أن تتبنى الدولة إنشاء جهاز قومى تحت اسم (المجلس الأعلى للحرف التقليدية) يتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة، ويخصص له صندوق للتنمية يتم جمع موارده من الجهات الحكومية والأهلية ذات الاختصاص، وأن يتبنى المجلس سياسة شاملة للنهوض بالحرف التقليدية من خلال وضع البنية الأساسية لمراكز حرفية إنتاجية فى مختلف المحافظات، والتزام البنوك وصناديق التنمية ووزارات الثقافة والسياحة والتعليم والشباب بتخصيص جانب من الميزانيات اللازمة للمشروع، ومشاركة رجال الأعمال، وتنظيم برامج للتدريب على الحرف للشباب وربات البيوت، وإقامة مراكز إنتاجية فى المناطق التى تتوافر فيها خامات طبيعية وحرف متوارثة وخبرات مدربة، وتأسيس شركة لتسويق المنتجات الحرفية فى الداخل والخارج تقدم منح صغيرة للمنتجين الصغار كمقدم للإنتاج يتم خصمه من عائد بيع إنتاجهم، وتؤسس الشركة منافذ عرض للمنتجات محليا وخارجيا مع الالتزام بشروط الجودة، وإنشاء نقابة للمشتغلين بالحرف التقليدية وتشجيع إقامة روابط وجمعيات أهلية تجمعهم، وتدريس مادة الحرف التقليدية بالمدارس الصناعية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف