الجمهورية
بسيونى الحلوانى
مرحباً بشباب الإخوان "العاقل"
سألني أحد الأصدقاء: كيف تتعامل بهذا الود مع "........." وأنت تعلم أنه إخواني النشأة والهوي؟
قلت له: ما دام عاقلا وموضوعيا ومنصفا فأهلا ومرحبا به وبكل عناصر الجماعة العقلاء. فهم مواطنون مصريون وهم جزء من نسيج هذا الوطن. وواجبنا تجاههم ليس مجرد التعامل بود واحترام فحسب. بل احتضانهم وتقديم النصيحة الصادقة لهم.. فالإخواني ليس خارجا عن الملة وليس بالضرورة خائنا لدينه ووطنه والتعامل الموضوعي معه واجب كل العقلاء والمنصفين.
رد الصديق العزيز: لكن فلول الجماعة المنتشرين في كل محافظات مصر والموجودين في كل مؤسسات الدولة يمارسون التحريض ونشر الشائعات الكاذبة وهدفهم استعادة الفوضي من جديد لتعود حالة الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية إلي أسوأ ما كانت عليه عقب ثورة يناير.
قلت له: لا يفعل كل شباب الإخوان ذلك ومن الظلم هنا التعميم. فهناك شباب عاقل يدرك جيدا أن قيادات الجماعة ورطتهم وشوهت صورتهم وأساءت إلي سمعتهم. وهؤلاء الشباب ينتشرون في كل مكان ويعملون في كل مؤسسات الدولة ويقومون بما هو مطلوب منهم ويعيشون في أمان وسلام وواجبنا أن نحتضن هؤلاء وأن نحسن التعامل معهم وأن نتوقف عن مطاردتهم باتهامات عشوائية هم أبرياء منها.
واجبنا ألا نضع هؤلاء الشباب البريء والمغرر به في سلة واحدة مع قيادات إخوانية مارقة كانت سببا في كل ما حدث من مصائب للجماعة خلال السنة التي حكمت فيها مصر.. وما تلاها من أحداث مأساوية بعد ثورة 30 يونية.
***
سؤال صديقي الغاضب والساخط علي شباب الجماعة ليس غريبا. فبعضهم لا يزال يحرض علي الفوضي ويمارس الإسفاف بكل أشكاله وصوره.. والمتابعة الدقيقة لعناصر الجماعة داخل مصر تؤكد أن بعضهم لا هم له إلا التحريض وإثارة الشائعات المغرضة حول الجيش والشرطة والقضاة ويستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لنقل أكاذيب لاعلاقة لها بالواقع. وهؤلاء هم الذين ينبغي أن نقف أمامهم وأن نفند أكاذيبهم ولا نمكنهم من تحقيق أهدافهم الخبيثة.
هؤلاء الذين يحرضون وينشرون الشائعات الكاذبة عن أوضاع الدولة لا ينبغي التسامح معهم لأن هذا الوطن عاني كثيرا ودفع ثمنا باهظا من أمنه واستقراره الاجتماعي والاقتصادي بسبب الأكاذيب وصور التحريض التي يمارسها البعض تحت شعارات ثورية كاذبة.
بعض هؤلاء المحرضين لا يؤدون عملا يستحقون عليه أجرا. ومع ذلك لا يكفون عن الشكوي من ضعف الأجور وسوء الأحوال وغلاء المعيشة ويطالبون بالمزيد من المال مع أن ما يحصلون عليه سحتا وحراما حيث لا يؤدون مقابل أي عمل يذكر ومع ذلك لا يكفون عن المطالبة بزيادة الراتب ومضاعفة المكافآت والحوافز والامتيازات الوظيفية!!
سذاجة هؤلاء ووقاحتهم لا تقف عند حد وهم لا يخجلون من حجم الأكاذيب التي يرددونها وللأسف مازلنا نتعامل معهم بتسامح ومودة علي أمل أن يتوبوا عن العداء للوطن الذي يحتضنهم ويحميهم ويتركهم يرددون الأكاذيب دون حساب.
ورغم هذا العبث الذي يمارسه بعض عناصر جماعة الاخوان مازلنا نعلق امالا عريضة علي الجيل الجديد من أتباع الجماعة خاصة بعد اختفاء القيادات التي مارست عمليات غسيل مخ للشباب وغررت بهم ودفعتهم إلي ممارسة العنف البدني واللفظي ضد كل المصريين.
كل ما نتمناه ألا يسير هؤلاء علي درب العريان والبلتاجي وأبوبركة وغيرهم من القيادات الاخوانية التي ملأت الدنيا إسفافا وبلطجة وتجسدت في سلوكياتهم كل مظاهر سوء الأدب.
لا ينبغي أن نفقد الأمل في حماية عقول هذا الجيل الاخواني وإنقاذه من نفوس أشرار الجماعة الذين يفضلون الانتحار دفاعا عن أفكار ومعتقدات بالية.
كثير من شباب الاخوان العقلاء يدركون جيدا أن الكارثة الكبري التي حلت بالجماعة وأطاحت بمرسي من قصر الاتحادية وجلبت لهم كراهية كثير من المصريين علي اختلاف طوائفهم وميولهم يتحملها قيادات إخوانية هائجة ابتلاها الله بالغباء السياسي والغرور والكبرياء الزائف.
هؤلاء يجب علي الدولة والمجتمع كله اختضانهم والحوار معهم وإفساح المجال لهم للتعبيرعن آرائهم فهم وقود التغيير الحقيقي الذي نتطلع إليه في البناء الفكري للجماعة بعيدا عن القيادات الشاردة التي جلبت الدمار للإخوان.
يا شباب الاخوان العقلاء: أنتم في القلب ونحن جميعا نمد أيادينا لكم لكي نعمل معا لبناء مصر واستقرارها لكي يعم أمنها وخيرها الجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف