وفيق الغيطانى
المحافظون والمحافظات والملك لله
> لما تتكلم عن المحافظين لابد أن نرسل آيات الاحترام والوفاء إلى العملاقين وجيه أباظة وحمدى عاشور رحمهما الله فهما مثال ممتاز لشخصية المحافظ المحترم المنجز المتمكن الواعى النزيه الإدارى والتنظيمى والسياسى والمهتمين بالثقافة والفنون التى تحمس الشباب وتبعده عن التطرف والضياع.
> فى عام 1968 عرضت أوبريت «العشرة الطيبة لسيد درويش» على مسرح طنطا العريق لمدة 25 ليلة متصلة فى ضيافة كاملة للمحافظ وجيه أباظة لعدد 100 فنان، وذلك بناء على طلب الجماهير المتراكمة داخل وخارج المسرح.
> وبعد شهر من نفس العام عرضنا نفس المسرحية على مسرح الشاطبى السكندرى 30 ليلة عرضاً متصلاً أيضاً لنفس الإقبال الجماهيرى واهتمام المحافظ حمدى عاشور وتحت ضيافته الكاملة أيضاً.
وقد كانا رحمهما الله برغم الأداء الجيد والمسئوليات يهتمان بالرياضة والثقافة والفنون المحترمة الراقية غذاء الروح والوجدان، هل يوجد مثلهما هذه الأيام؟!! طبعاً لأ لأ لأ.. يا ألف حسرة.
> والأهم أنها فرقة منتخب جامعة القاهرة تحت إشراف العظيم المرحوم الدكتور عبدالحى الليثى، فرقة لا تقل احترافاً عن أبطال المسرح القومى.. يا حسرة وألف حسرة على شباب هذه الأيام الضائع التائه.
المسرحية كانت من إخراج المرحوم فيصل عزب وكنت أنا المخرج المساعد والمخرج المنفذ للبروفات والعروض، ذكريات جميلة وناس محترمة وإبداع شبابى متميز ورفاق أكثر احتراماً.
> ويجب أن أذكر اللواء سامى خضير، محافظ بورسعيد، رحمه الله كان رجلاً قوياً حازماً ونزيهاً وصاحب قرار جرىء وكان لمجرد ذكر اسمه تنتظم الأمور.
> طهر الأحياء وأنجز الكثير وكانت بورسعيد فى عهده عروساً للبحر المتوسط ولم يسلم من الفاسدين رحمه الله.
> مازالوا أصحاب القرار وللمرة المليون يركبوا المحافظ على الكرسى كرسى المحافظة.. ويطردوا اللى قبله فجأة دون سابق إنذار.. يعرف عزله من الراديو والإعلام يلم ورقه ويمشى من غير السؤال.
> مجرد تغيير وجوه.. كل اللى يختاروهم أهل ثقة أولاً وليسوا أهل الخبرة.. وهى دى الكارثة.
> المحافظ عمله إدارى تنظيمى سياسى اجتماعى.. الاختيارات تتم دون موضوعية ولا يعبر عن أى كفاءة خاصة.. أهم شىء البحث الجنائى والأمنى فقط عشان الشوشرة.. وكله تمام يا افندم.
> يحتاج المنصب صاحب قرار جرىء وحازم ويتعامل بالعصا والجزرة أى الثواب والعقاب فهو رمانة الميزان بين الإدارات والأحياء والمواطنين.. ولا يصلح أى محافظ مع إدارات فاسدة.
> المحافظ المسئول الأول عن كل موظف وعامل وكل مواطن فى المحافظة فلن يصلح من يختاروهم من ذوى الأيدى المرتعشة والموالين للنظام وليس للشعب ومصالحه.
> المحافظ رئيس جمهورية محافظته يجب أن يكون رجلاً سياسياً ومتوازناً نفسياً وراجح الفكر وعنده القدرة على التواصل الجماهيرى وعنده القدرة على إدارة الأزمة قبل وأثناء وبعد حدوثها.
> هذا المحظوظ اللى أمه داعية له أن يرزقه ربنا بوظيفة يقبض منها الحد الأقصى ومن فوقه آلاف الجنيهات التى تسقط عليه زى المطر وهو لا يعرف مصادرها.. أما الصناديق المنهوبة فحدث ولا حرج.
> عمله كله اجتماعات داخل الغرف المغلقة ويتعامل مع سكرتير عام مخضرم فى المحليات الفاسدة يتوهه بين الأوراق والتوقيعات ليل نهار.. وكله تمام يا افندم.
> لابد من تغيير منظومة الاختيار الفاسدة.. وذلك بعمل لجنة حكماء من محترمى المحافظة تشكل من كافة التخصصات فى أهل المدينة ويشكل بالتوافق مجلس تنفيذى منهم ينتخبوا منهم أو بالتوافق محافظاً يدير المنظومة.
> ويحاسب المسئول فى كل قطاع عن أعماله المنوط بها ومن يقصر يغير ويحاسب ويعين آخر محله.. هكذا نداء المحافظات فى العالم المتحضر وهذا ينطبق على المدينة والمركز والقرية والحى.
> تمر السنون ومحافظ وراء محافظ ومعاشات بالهبل وتجد النقر والمطبات هية هية والزبالة فى الشوارع والطرقات زى ما هية وتسلم عهدة للمحافظ الجديد ليسلمها بدوره للى بعده.
> والبلطجة والإشغالات والرشاوى والفساد والإهمال والتجمل والنفاق والكرافتات المتخصصة فى الاستقالات.
> واهى ماشية بالبركة والواسطة وأهل الثقة العامية وحاقول إيه فى زمن اختفت فيه الكرامة والأمانة والإخلاص للوطن ودع الملك لله.