اثنان من الفنانين المصريين نصف المشهورين بدآ رحلة الظهور على قنوات إخوانية، هما الممثل الكوميدى «محمد شومان»، والممثل «هشام عبدالله». ومن قبلهما ظهرت بعض الوجوه الإعلامية غير المشهورة، على الشاشات الإخوانية التى تبث من الخارج، وحققت بعض الشهرة داخل الدائرة الإخوانية من المشاهدين. لا مانع إن كانت آراؤهم تتناغم مع رؤية الإخوان، فأنا من المؤمنين بحرية التعبير، لكن المشكلة تظهر بالطبع عندما تتحول هذه الأصوات إلى محرضين على العنف والتخريب، هنا يختلف الأمر، لكن يبقى سؤال: هل كل من «شومان» و«عبدالله» تحركا إلى القنوات الإخوانية قناعة منهما بموقف الإخوان من الصراع الحالى الآن فى مصر وهل يمكن أن يلعبا دوراً فى زيادة شعبية الإخوان؟
أغلب الظن أن انضمام هذين الفنانين إلى القنوات الإخوانية لا يتجاوز فكرة «أكل العيش»، فلم نسمع من قبل، أو نشاهد أية أعراض إخوانية على كل من «شومان» و«عبدالله». ولم يخرج عنهما أى رأى أو سلوك يدلل على «التأخون» أو حتى التعاطف مع الجماعة. وكلنا يعلم أن حجم الطلب على الفن والفنانين ضعف خلال السنوات الأخيرة، بسبب الظروف التى تعيشها بلادنا، والتى أدت -ضمن ما أدت- إلى تراجع الإنتاج الدرامى والسينمائى بالنسبة لفنانى الصف الأول، فما بالك بالفنانين «السنيدة»، مع كامل احترامى لهم. فى ظل أجواء وقف الحال وعدم وجود حركة فى المجال الفنى، يبدو جرى «شومان» و«عبدالله» وراء أى «سبوبة» أمراً طبيعياً، ولا أظن أن المسألة ستقتصر عليهما، بل يمكن أن تتجاوزهما إلى غيرهما، وأتوقع أيضاً فى ظل الأزمات الاقتصادية التى يعانى منها الإعلام أن تهاجر وجوه إعلامية إلى تركيا، حيث «سبوبة الإخوان».
ما يجعلنى أتوقع ذلك أمران: أولهما أن الإخوان «مالها كثير»، شأنها شأن كل الجماعات والأحزاب الساعية إلى السلطة، وهى على استعداد أن تبذل جانباً منها فى سبيل تحسين صورتها التى ساءت كثيراً، بعد تجربتها الفاشلة فى الحكم، وعدم انسحابها فى هدوء بعد أن طالب الشعب بعزل «محمد مرسى»، وثانيهما أن الجماعة تبحث الآن عن أدوات جديدة تستطيع أن تحرك بها الأحداث، خصوصاً أنها يئست من الأدوات البلدى التى ظلت تعتمد عليها طيلة الشهور التى أعقبت 30 يونيو 2013، وبدأت تعمل بالطريقة «الأفرنجى»، وتعتمد على شراء وجوه نصف مشهورة، لدعم صورتها والوصول برؤيتها إلى المتعاطفين معها. وتقديرى أن الجماعة لن تحقق نتائج ذات بال جراء توظيف هذا الأسلوب، وربما كان حظها من حظ الجهات التى سعت إلى تنظيم الأسرة خلال العقود الماضية، بالاعتماد على حملات إعلامية، يتم توظيف بعض الأسماء الفنية فيها. لعلك تذكر حملة «حسنين ومحمدين» التى ارتكزت على أغنية للفنانة الشعبية فاطمة عيد، حفظها الكثيرون لسنين طويلة. فى ظنى أن «شومان» و«عبدالله» لن يزيد تأثيرهما على تأثير «حسنين ومحمدين»، فكما زاد نسل المصريين وتضاعف على نغمات وكلمات موال «حسنين ومحمدين»، سيزيد عدد المنصرفين عن الجماعة على «إفيهات وكلمات» «حسنين ومحمدين» الإخوان.. و«ربنا ما يجعلنا من قطّاعين الأرزاق»!.