المساء
يسرى حسان
أي حاجة- دي مش كورة!!!!
لم تعد مزيكا ولا حاجة.. عك من اللي قلبك يحبه. لا تتوقع لعباً نظيفاً أو ممتعاً. فالكرة. زي أي حاجة. لا تنفصل عن حالة "مصر الآن". كله متصل بكله. يؤثر ويتأثر. ولا مزيكا علي الإطلاق. اللهم إلا خبط ورزع. وخيبة أمل.. في الكرة وغيرها.
لا متعة في الكرة الآن. ولا حتي أخلاق. البلطجة سيدة الموقف. وكذلك التسريبات والرشاوي والتهديدات. وقلة الأدب. هل تنفصل الكرة عن السياسة؟!.. تأمل الحالة وأنت تعرف.
مصر الجميلة تشوهت تماماً. ناسها ـ حكومة وأهالي ـ شوهوها. وتشوهوا. أو تشوهوا الأول. وبعدين شوهوها. عملاً بشعار: ابدأ بنفسك. وقضوا علي أسطورة "المصريين أهما" التي اخترعها العم الفاضل صلاح جاهين في واحدة من أخطائه التراجيدية النادرة.
بلد يستعرض فيه المسئولون و"يطلعون" عقدهم النفسية. وهشاشتهم وقلة وعيهم. علي مخاليق ربنا. كيف يلعب كرة مزيكا؟!.. الأولي به أن يلعب الحكشة. أو السيجة. وأهو كله لعب.. مادام الكباتن الكبار يجلسون علي الخط. بينما التشكيل لا يضم سوي الكسر ومطاريد الساحات.
الفتونة هي عنوان مصر الآن.. اللاعبون والمدربون وعمال غرف الملابس والمدلكون والمذيعون والمعلقون. والجمهور طبعاً. حتي وهو غائب عن المدرجات. شوطة وطالت الكل.. وإذا أردت أن تعرف مصدر الفيروس طالع سلوكيات المسئولين. الكبار والصغار.
لا أهداف جميلة وملعوبة تحققها الكرة المصرية الآن.. مد الخط علي استقامته. ومُر بالسياسة والاقتصاد والفن والثقافة والتعليم والصحة والسياحة والنقل. الذي ينهار. واخترعوا له محكمة لزوم الاستعراض. واسأل نفسك: فاضل إيه يا بلد؟!!.. الناس علي دين ملوكهم. والمصريون بارعون في التقليد والاستنساخ. يسمعون مسئولاً يكذب. فيعتبرون الكذب "مفتاح النجاح". ويخبرك أحدهم عبر الهاتف. وهو في المرج. وعلي مسمع ومرأي من ركاب المترو جميعاً. بأنه داخل علي حلوان. يبدأ المكالمة بـ"السلام عليكم"". وينهيها بـ"لا إله إلا الله. محمد رسول الله".. يشاهدون مسئولاً عن مستقبل طلاب مصر الأبرار. يخطئ في أبسط قواعد اللغة. ويصدر قرارات عشوائية يتم إلغاؤها بعد دقائق من إصدارها. ورغم ذلك يتمسك بمنصبه. فيتمسكون بالسماجة والتلامة. وتزداد قدرتهم علي تحمل الطرقعة والتوبيخ والانبطاح. يتابعون إعلامياً بلطجياً وتافهاً وجاهلاً. ويحقق نجاحاً وانتشاراً وتحبه الدولة وتعشقه. فيعشقون البلطجة والتفاهة والجهل باعتبارها الباب الملكي إلي التحقق والوصول.. وهكذا دواليك.. ابحث عن "دواليك". وافصل تماماً واعمل كأنك من بنها. وإلا ستفاجأ بنفسك واقفاً في إحدي الإشارات تنظم المرور وتلعن أم الشباب والرياضة. ومهرجان الطفولة ودور المسنين وبورصة الفراخ التي يأتي منها المسئولون واللاعبون وقادة الإعلام!!!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف