الأخبار
داليا جمال
أما قبل - انفجار في المرارة!!
بعد أن أنهي عمل يوم مجهد.. وبدأت فترة الاستراحة بين قبض روح..وإزهاق أخري، جلس عزرائيل يراجع قائمة زبائنه و يلقي نظرة خاطفة علي «أوردرات» العمل الجديدة. إلا أن عينيه قد توقفتا في قلق وكست الحيرة ملامحه في مشهد قلما يحدث. فقائمة قبض الأرواح تضم في ساعة واحدة خمسة رجال في شرخ الشباب، وتشير بياناتهم إلي أنهم جميعا يعملون في مجال السياحة!!

‎أما سبب الوفاة فكانت كلمة واحدة «انفجار في المرارة»!!

‎وهنا ثار فضول عزرائيل وقرر معرفة الحكاية قبل أن ينفذ الأمر بقبض أرواحهم جميعا عقب «انفجار مرارتهم».

‎وجد عزرائيل أولهم مرشدا سياحيا، هام علي وجهه في الشوارع وقد أطلق لحيته بعد أن طلبت زوجته الطلاق وترك أولاده مدارسهم الراقية وانضموا لمدرسة حكومية بعد تسريحه من عمله لعدم وجود سائحين منذ أكثر من خمس سنوات وقد تم نقله للمستشفي في حالة خطرة مصابا بآلام شديدة في المرارة، أما الثاني فمترجم اضطر للزواج من أجنبية تجاوزت السبعين ليعيد إليها روح الشباب مقابل أن تقوم بالإنفاق عليه بعد توقف المراكب السياحية عن العمل، لكنها قد فاجأته بطلب الطلاق، للارتباط بشاب جديد يثري شبابها!! وقد تم نقله للمستشفي في حالة خطرة والتهاب حاد في المرارة!

‎وكان الثالث شاب يحمل حقائب السائحين في أحد فنادق شرم الشيخ، بعد أن عجز عن العمل بمؤهل بكالوريوس الهندسة، ورغم تضاؤل الراتب الذي كان يحصل عليه شهرا بعد آخر لعدم توافد السائحين وانقطاع البقشيش، قرر الفندق توفيره لعدم الحاجة اليه، وتم نقله للمستشفي في حالة حرجه بفعل اشتباه في انفجار المرارة!

أما الشاب الرابع فيعمل في تنشيط السياحة وتم نقله للمستشفي في حالة خطيرة بعد عودته من بورصة برلين السياحية، حيث فوجئ بإحدي الدول تقوم بعمل مزار سياحي لحديقة تضم «طبق مكسور» «وقلة» يتوافد عليها السائحون من كل حدب وصوب!! وقد تذكر المسكين فشل وزارة السياحة في مصر للترويج لثلث آثار العالم وتكدس الآثار في منظر مهين بالمتحف المصري، وحالة مزاراتنا السياحية التي أهينت بفعل فاعل. ففقد الوعي بعد تعرضه ﻵلام رهيبة لم يتحملها جسده!!

‎أما الشاب الأخير فقد ذكر دفتر بياناته لدي عزرائيل أن مرارته ستنفجر بعد أن تجرأ بكتابة تقرير لوزير السياحة بضرورة منع البلطجية من التحكم في زيارة السائحين للاهرامات، خاصة أن البلطجة وصلت إلي حد ابتزاز السياح وتهديدهم وإثارة فزعهم، فجاء له الرد.. «ده مش شغلك»!! فتجرأ ليطلب معرفة شغله.. فجاء الرد بنقله من منصبه لوظيفة كاتب في الأرشيف! مما تسبب في انفجار مرارته...

‎نظر عزرائيل في جدول أعماله ثانية وهو يتمتم قائلا: مرارتهم تتفقع ويموتوا أحسن ما يكملوا عيشة في بلد تمنح الفاشلين التحكم في كنوزها السياحية بالطريقة دي... استعنا علي الشقا بالله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف