صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة - الشيطان الذي تطالبون بإطلاقه..
عذراً السادة القراء.. عن قطع مقالة السحر والفساد التي كنا سنكملها اليوم.. للتعليق علي ما هو أهم.. لقد تابعت مع ملايين المصريين بغضب شديد طوال العام الماضي وقبله.. حلقات الخزي واستفزاز مشاعر ملايين المسلمين بأنحاء الأرض بإحدي الفضائيات المصرية التي سمحت للمدعو «إسلام بحيري» بالطعن في أعمدة الدين الإسلامي.. وتسفيه فقه الأئمة الأربعة الذين أفنوا عمرهم للخروج بالمذاهب السمحة التي يعتنقها اليوم أكثر من مليار مسلم بأنحاء العالم.. ومعهم الإمام البخاري الذي أفني عمره لإخراج صحيح البخاري لتنقية أحاديث سيدنا النبي من ثلاثمائة ألف حديث مدسوسة عليه.. ويجمعها الرجل في صحيحه بثلاثة آلاف حديث ويزيد قليلاً.. محدداً بها الضعيف والقوي إن الإمام البخاري والأئمة الأربعة.. استنبطوا مذاهبهم.. وجمع أحاديث سيدنا النبي في فجر الإسلام عندما كان هناك بقايا من صحابة الرسول الكريم ليعينوهم علي الأمر.. وما فعلوه إلا بأقدار وحكمة إلهية لحفظ هذا الدين القيم من عبث العابثين كما فعلوا فيما سبقه بالرسالات السماوية.. وفي اعتقادي لأنه خاتم رسالات السماء إلي الأرض.. والذي جمعه سيدنا عثمان في أول مصحف.. لم يكن مصادفة.. ولكن بأقدار وحكمة إلهية لحفظ الدين القيم، الذي لن ينزل من بعده الوحي حتي يوم الساعة.. وحتي لا تكون هناك حجة من العباد يوم الساعة أمام الله.. فقدر الله بأمره وبقدرة كن فيكون.. في آياته بالقرآن الكريم (إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ..).
وفي اعتقادي.. إن الله ليستمر هذا الحفظ حتي يوم الساعة.. سخر الأئمة الأربعة والإمام البخاري بدراسة علوم القرآن.. وإلهامهم مذاهبهم الأربعة.. وكذلك حفظ أحاديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.. الذي أوصي الله في آياته.. «آمنوا بالله ورسوله» وصدق عليه الرسول الكريم بقوله الشريف «تركت فيكم ما إن تمسكتم به.. لن تضلوا أبداً.. كتاب الله وسنتي..».
وفي اعتقادي الجازم.. إنهم تحركوا لهذا الهدف بأمر إلهي.. لحفظ الدين القيم حتي نهاية الزمان. وإلا تخيلوا معي أحوال المسلمين والحياة الحالية بدون وجود مذاهب وفقه الأئمة الأربعة وصحيح البخاري.. كيف كنا سنوغل في هذا الدين القيم لفهمه وحفظه لولا رحمة الله بنا.. باقداره وحكمته التي تركت لنا هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم.. ولم نقدسهم.. ولكن لا أتخيل أن نسبهم بأقذع السباب والألفاظ بحجة التجديد..! - هكذا فعل «إسلام بحيري» - سمعته بنفسي يقول عليهم هؤلاء معتوهون.. إنه أقل لفظ إهانة قام بتوجيهها للأئمة والبخاري.. لو طالت أياً منا.. نحن عوام الناس.. لرفعنا آلاف القضايا علي هذا البحيري للقصاص منه فما بالنا.. باستمراره أكثر من عام يسب هؤلاء الأئمة.. مطالباً المسلمين بالتفكير واستحداث فكر جديد وإسلوب جديد للدين متهما الأئمة والبخاري بالتخلف والجهل وأقذع السباب.. وعندما حاول مشايخ الأزهر.. إفهامه خطورة ما يفعله اتهمهم بالجهل.. وإنه دارس دكتوراة في أوروبا وأمريكا عن علوم الإسلام - ويحق له تجديد هذا الدين - استمر في غيه وسط غضبنا جميعاً مطالبين بمحاكته علي «الهجص» والهلس الذي يستخف فيه بديننا الحنيف.. وعندما تم محاكمته بحبس سنة.. خرجت أصوات تعوي.. مطالبة بالإفراج عنه.. لأن الرجل لم يفعل جريمة.. إنه يفكر فقط.. ويوغلون في غيهم.. إنه حتي إذا أهان البخاري والأئمة فإنهم غير مقدسين.. إنه لم يطعن في الله ورسوله إنه مجدد في الدين.. بل وصل الأمر سخافة أن قرأت تصريحاً لمحاميه.. وهو يقدم للمحكمة الاستشكال الذي سينظر بعد غداً أن قال ساخراً: «إن البحيري مجدد في الدين وسيخرج لكم مذهباً حديثاً أفضل من هؤلاء».. أيها السادة في هذا البلد إن محاولة الإفراج عن البحيري.. وعدم عقابه هو إطلاق لشيطان قادم في المستقبل القريب لنشر الدم والفتنة في مصر.. فلتحذروا.. منه.. ومن القناة المتطرفة التي تبث من أمريكا علي المصريين.. تمهد لهذا الشيطان منذ عشر سنوات.. وأخيراً تنبه لها الأزهر الأسبوع الماضي في تصريحات بالصحف.
وللحديث بقية