بوابة الشروق
حسن المستكاوى
الأهلى والشرطة.. مراجعة نهائية
** هل استمعت بالأهداف العشرة فى مباراة الأهلى والشرطة؟
** أجب بعيدا عن استخفافك بالنتيجة إذا كنت مشجعا للزمالك، وبعيدا عن رفضك لوجود بيزيرو، حتى لو فاز بسبعة أهداف. وأجب بعيدا عن الصحف التى توقعت صباح المباراة أن يكون فتحى مبروك هو المنتقم، فإذا به ضحية.. وبعيدا عن الإجابة الانطباعية السريعة التى لا تنظر فيها إلى الجوهر والعمق.
** منذ زمن كررت كثيرا إلى أن كرة القدم ليست أهدافا فقط.. وبالتأكيد الغرض من اللعبة هو تسجيل الأجوان، وبالتأكيد أيضا أن الجون يمثل حبة الكريز على سطح تورتة المنافسة والندية.. لكن ليس بالضرورة أن تثير كثرة الأهداف وغزارتها المتعة والترويح وتجعلك مشدودا إلى اللقاء.. فالواقع أن جوهر كرة القدم هو الصراع، والندية، والمحاولة، ثم المحاولة المضادة وأداء ذلك فى تكتيكات جماعية وعبر مهارات فردية، وبجمل تصنع المفاجآت والدهشة، وتنتزع الأهات من المدرجات.
** هناك مباريات كبرى فى بطولات عالمية ودولية تنتهى بالتعادل بدون أهداف، لكنك تظل مربوطا بالشاشة خشية أن يفوتك الهدف الذى لم يأت. وهذا الانتباه يؤكد أن الصراع هو جوهر اللعبة.. مع ملاحظة فى المقابل أن كثرة وغزارة الأهداف لا تعنى تواضع المستوى فهناك مباريات فى تاريخ اللعبة انتهت بنتائج كبيرة، مثل ريال مدريد وإنتراخت، وكانت ممتعة وحافلة بالصراع، على الرغم من فوز الريال 7/3.. وهذا يضعنا أمام حقيقتين وهما:
** أولا: الصراع والندية يصنعان الدراما القوية فى كرة القدم، مثل الدراما السينمائية التى يتخاصم فيها طرفان على نفس القدر من القوة.
** ثانيا: غزارة الأهداف ليست دليل قوة مباراة.. وغزارة الأهداف حين تكون مصحوبة بالصراع، فإن هذا يصنع أكبر قدر من البهجة والمتعة فى كرة القدم.
** تقدير قيمة مباراة ودرجة الاستمتاع بها لاتخضع لقواعد مكتوبة، فليست هناك وصفة بصياغة محددة تعرف بها المباراة الممتعة.. فالمشاعر والأحاسيس، والانغماس فى مباراة لكرة القدم، ولحظات الانفعال المتوالية، والمفاجآت التى تصيبك خلال اللعب، والأهات التى تخرج منك عفوية وبتلقائية، ومستوى المهارات الجماعية والفردية، وكيفية تحرك الفريقين مثل قطع الشطرنج، وشكل المباراة العقلية بين المدربين، وعليك أن تدرك درجات الصعوبة فى اللعبة، ومعايير الأداء الفردى والجماعى الجيد، مثل السرعات، واللياقة البدنية، والحلول التى تدفعك إلى مرمى الخصم، وتنوع تلك الحلول، والقدرة على تغيير التكتيك والخطط، ومرونة اللاعبين، ومعدلات الجرى الفردى والجماعى.
** هذا كله سوف يقودك إلى التقدير الحقيقى لقوة أى مباراة.. وتبقى هناك أهم قاعدة فى التقدير: «أن ترى أداء الفريقين. ولا تنظر وتنفعل بفريق واحد، وأن تملك معايير فنية تواكب تطور اللعبة وحداثتها، وأن تكون من قبل ومن بعد محايدا، موضوعيا»..
** أعود إلى المباراة، وقد أشار الكابتن فتحى مبروك إلى سوء حالة مرمى فريقه، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا لم يستبدله بالحارس الاحتياطى؟
** الإجابة على لسان الفنانة نجاة الصغيرة: ياخسارة نسى؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف