الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- أجور الإعلاميين.. واللاعبين
في الوقت الذي يعاني فيه الناس العاديون ضعف دخولهم المالية، حتي أنها لا تلبي الاحتياجات الاساسية، نجد بين المصريين من يحصل علي الملايين، كل شهر.. مقابل جهودهم.. وكلها إما جهودا كلامية.. أو من اللعب بالقدم.. نعم والله اللعب بالقدم.. ورحم الله أديبنا الكبير توفيق الحكيم الذي تحدث بسخرية من الرابحين بأقدامهم..
وكما تفرز لنا الثورات أفضل ما فينا - في أيامها الأولي - فإنها تخرج لنا أسوأ ما فينا، بعد ذلك بأيام قليلة!!
<< وأخص بالحديث هنا المتكسبين - أي الرابحين - بالكلام.. وهم إعلاميو هذا العصر والأوان، أي باعة الكلام.. وبالذات نجوم البرامج الحوارية في القنوات التليفزيونية.. وأجورهم تتعدي ملايين الجنيهات، رغم ابتعاد ملايين المشاهدين عنهم، في الفترة الأخيرة والناس تقرأ وتسمع عن عشرات الملايين نصيب كل نجم من هؤلاء في الشهر الواحد.. سواء من أجورهم.. أو من نصيبهم من حصة الإعلانات!!
<< وللأسف - الكثير منهم - لا يقنع بما رزقه الله، بل يقفز من قناة إلي أخري بحثاً عن المزيد، ولذلك لا يستقرون علي حال واحدة، نقصد قناة واحدة.. بل إن بعض القنوات حققت مكاسبها الطائلة من وراء هؤلاء.. فلما وقع الشقاق ودب الخلاف ظهرت الحقيقة، عارية أمام الجميع، حتي أن اكثرهم يغير القنوات ويبدلها، كما يغير الواحد منهم ويبدل في ملابسه.. ثم ها هم وقد امتلكوا القصور وليس القليل فقط، في المنتجعات الجديدة والكومباوندز الفاخرة.. ورحم الله زمنا كان بعض هؤلاء يعيشون في غرف فوق السطوح!! بينما كان حلم الإعلامي أقصاه أن يسكن في شقة من غرفتين وصالة، إن وجدت.. وقد كنت أزور استاذنا موسي صبري- وهو من أعظم خمسة صحفيين في تاريخ الصحافة المصرية في شقته المتواضعة بشارع محمد مظهر باشا بالزمالك.. فوجدت مساحتها لا تتعدي 100 متر.. وليس ذلك بسبب نزاهة وشفافية سلوكيات فقط.. ولكن لأنه كان يغرق في العمل.. ولا يفكر في حال الدنيا.. رحمه الله.. وحتي استاذ الاساتذة إحسان عبدالقدوس كان يسكن أيضاً في شقة.. وليس قصراً وكان صاحباً لواحدة من أكبر دور الصحف في مصر..
<< وجلال الحمامصي أقنع والدته سليلة عائلة دمياطية عريقة أقنعها أن تبيع 6 أفدنة ليساهم بثمنها في انشاء مطبعة حديثة لاخبار اليوم، في أول الخمسينيات.. أين هؤلاء من نجوم الاعلام هذا الزمان الحالي من الذين يقيمون الآن في القصور وتتعدد ملكياتهم في الساحل والتجمع وزايد وأكتوبر .. ويرتدون قمصاناً الواحد ثمنه الآن 4000 و5000 جنيه، للقميص! ورحم الله مصطفي شردي فارس المعارضة المصرية الذي لم يسكن القصور ولم يعرف التجمع وتوابعه.
<< ولاعبو كرة القدم.. سواء الذين يلعبون - أو لعبوا - في أوروبا مثل محمد زيدان ومحمد صلاح والنني وعصام الحضري وهم يمتلكون القصور- داخل مصر وخارجها- ويستثمرون ملايينهم هنا وهناك.. وربما يحصلون علي عائدات أقدامهم أكثر من بعض الفنانين الذين يجتهدون «ويعصرون» عقولهم!
وأتذكر هنا نجوم كرة القدم- في عصرها الذهبي - أتذكر رفعت الفناجيلي الذي كان يذهب للنادي الأهلي مشياً علي الأقدام وكان يراهن علي تسجيل الأهداف، والهدف بجنيه واحد.. ومات وهو يقف علي كشك لبيع المثلجات في رأس البر ولم يمتلك سوي عشة متواضعة هناك.. وسيد الضظوي أحسن مراوغ في تاريخ كرة القدم.. مات وهو لا يجد وجبة غداء صحية.. أو ثنائي الترسانة - في عصرها الذهبي الشاذلي ومصطفي رياض.. أو عبده بولاريس، أقصد عبده نصحي ملك تسجيل الاهداف من الضربات الثابتة وظل يعيش في حي المدبح طول حياته..
<< أين هؤلاء من نجوم الكرة الآن وهم يتلاعبون بالملايين ونجوم الإعلام الذين يتلاعبون بالعقل المصري .. ويحصدون ملايين الجنيهات، حقاً.. انقلبت الموازين.. حقاً كله بيلعب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف