بينما يعقد مجلس النواب غدا جلسته الافتتاحية، لم نسمع عن نواب أحزاب أو مستقلين التقدم باستجواب لإدارة الدولة عما كشفه حازم عبد العظيم ، أحد أهم أعضاء حملة المرشح الرئاسى آنذاك المشير عبد الفتاح السيسي. فهذا الرجل عندما يتكلم يجب أن يسمعه الجميع بإمعان، فهو من «آل البيت» ، ويتحدث عن تجارب ذاتية ومواقف كان عاملا رئيسيا فيها.
لقد كشف عبد العظيم تدخل الأجهزة السيادية فى تشكيل التحالفات الانتخابية ،معتبرا أن سكوته عن قول الحق خيانة لوطنه، ولهذا سرد بالتفصيل استضافة مواقع مهمة مثل المخابرات العامة ورئاسة الجمهورية الاجتماعات التأسيسية لائتلاف «فى حب مصر». وأسهب فى رفضه لعرض مهم بتوليه رئاسة لجنة الشباب فى البرلمان الجديد.
المثير ان حازم عبد العظيم يتهم نفسه بأنه مارس فعلا الكذب والنفاق، ليشعر بعدها بالحقارة والدونية ، ولكنه فى النهاية فضل كشف اللعبة كلها حتى لو كان خصمه فى اللعبة أجهزة سيادية، رغم مشاعره بالخوف على أسرته .
ويعترف الرجل بأن مواقفه تبدلت وتغيرت كثيرا، ما بين مؤيد ثم معارض ، ليكشف فى طيات حديثه أن الانتخابات البرلمانية لم تكن نزيهة كما صورها البعض، لأن شر البلية ما يضحك، فى إشارة الى تدخل أجهزة الدولة فيها.
حديث عبد العظيم طويل جدا ولكن ملخصه المفيد، أنه قرركتابة شهادته مؤرخة معترفا بكذبه ونفاقه، حتى انه وصف نفسه بأنه كان أحد عرائس الليلة الكبيرة التى يحركها الآخرون ..المثير فيما كشفه الرجل «ابن آل البيت»، أن شخصية قيادية بجهاز سيادى وبعض معاونيه من الرتب الصغيرة هم الذين تولوا الترتيب للائتلافات الانتخابية، وكأن مصر نضبت من سياسييها.
ويتمنى الرجل من الرئيس ألا يسمح بتدخل أجهزة الدولة فى العملية السياسية والانتخابات وتكوين ائتلافات ضامنة للثلثين لدعم سياساته بإشارة من «العصافير» داخل البرلمان، وأن ترفع هذه الأجهزة يدها عن الإعلام وألا يتكرر هذا الخطأ مرة أخرى ونحن على أبواب انتخابات محليات ونقابات واتحادات طلابية ثم رئاسة فى 2018.