لن اقول العمي الحيسي كما يقال في امثالنا الشعبية ولكنني سأطلق عليه الحول الحيسي علي امل العلاج وانقاذ المريض ..والمريض هنا ليس من البشر ولكنها وزارة الرياضة والشباب التي لم تجدد نفسها او تحاول التغيير والتطوير ..للاسف لم تتأثر من بعيد او قريب بأي ثورات هبت علي مصر.. او اي تغيير طرأ علي السلوك او الظروف الاجتماعية والسياسية والرياضية التي يعيشها الشباب في الواقع وليس في الخيال الذي ينسجه ببراعة شلة المتخصصين في اصدار النشرات.. والشعارات الانشائية التي اكل الدهر منها وشرب .. اعترف انه في مجال الامور او الشئون الرياضية فالقافلة تسير كما هو مقرر لها بفعل الدفعة او الحركة الذاتية .. ولكن الموقف مختلف تماما في الشئون الخاصة بالشباب والوزارة.. وزارة الشباب قبل ان تكون وزارة للرياضة.. وهنا مربط الفرس كما يقولون لان الوزارة في تلك الامور تتبع المبدأ القانوني يبقي الحال علي ما هو عليه وعلي المتضرر من الشباب الاشتراك في دوري مراكز الشباب العالمي او يشرب زجاجة مياه غازية من الشركة التي تصرف علي هذا الدوري وترعاه!!
كانت مفاجأة كبيرة لها وقعها عندما اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في اول حوار شهري له مع الشعب والجماهير ان هناك مشروعا قوميا للشباب سيصدر قريبا ويتم الاعلان عنه تم وضعه من داخل الرياسة ..رياسة الجمهورية يعني الخبراء في الرياسة .. عكفوا علي دراستة ودراسة كل مشاكل وهموم الشباب.. وطموحاتهم وامكاناتهم ووضعوا الخطط لمعالجة كل القضايا التي يعاني منها شباب مصر والعمل علي حلها من اجل شباب مصري واع مثقف يمتلك المقومات الاساسية لتولي المهام الصعبة وقيادة بلاده مستقبلا.. المفاجأة في هذا المشروع انه سيخرج من رئاسة الجمهورية وليس من وزارة الشباب والرياضة وهنا لنا وقفة اذا كانت هيئة الرئاسة والرئيس سيتفرغون لكل كبيرة وصغيرة فما الغائدة من وجود وزارات تخصصية تم تشكيلها خصيصا لتلعب هذا الدور ولكنها لاتلعبه او تجيد لعبه وادارته!!
الموقف غاية الغرابة وهو بمثابة احراج شديد لوزارة الشباب بل للوزارة كلها لان مثل تلك المشاريع يجب ان تصدر من الجهات المسئولة حتي تكتمل المنظومة ولا تكون الرئاسة هي المسئولة عن كل مشروعات او اعمال الوزارات .. هناك ثغرات كبيرة ويجب ان يتحرك الجميع من اجل المساهمة في بناء مصر ولا يتم تحميل الرئاسة فوق طاقتها .. فمن غير المعقول ان نجد مؤخرا وزارة الشباب ترعي مؤتمرا للدعاية للمؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ واحضار مجموعات من الشباب للخطابة علي الاقل هناك جهات ووزارات اخري من شأنها ترتيب مثل تلك المؤتمرات في مقدمتها وزارتا الاستثمار او الاقتصاد!!
نغمة اللعب علي المواقف او الاحداث القومية قديمة.. وكان من الاولي اللعب علي الهدف الذي بسببه تم تخصيص وزير ووزارة للشباب والرياضة .. ولكن ما زال البعض يتعامل بنفس اسلوب المراهقة الادارية والسياسية ويريد اللعب علي كل الحبال حتي يقول لمن حوله انه موجود في الساحة او الملعب ..وللاسف لا يجيدون النظر جيدا او قراءة الاحداث لانهم مصابون بالحول الحيسي وكل الخوف ان يتحول للعمي الحيسي وقتها عليه العوض ومنه العوض!!