عصام سليمان
بالعقل -25 يناير.. يوم للإنتاج
لا أفهم مطلقاً الدعوة للتظاهر في ذكري 25 يناير.. في وقت يجب أن نتكاتف فيه جميعاً للانطلاق إلي العمل والانتاج وحل المشاكل المستعصية وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة الاعتبار إلي الطبقة الوسطي ركيزة الاستقرار والبناء ورمانة الميزان للمجتمع.
كتبت الأسبوع الماضي أننا بدأنا الطريق الصحيح لبناء مصر الجديدة التي نحلم بها ونتمناها حيث تم تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق بإعداد الدستور والاستفتاء عليه ثم انتخابات رئيس الجمهورية وأخيراً البرلمان الذي سيبدأ دورته التشريعية هذا الأسبوع.
ليس هذا فقط ولكن تم اطلاق العديد من المشروعات القومية للنهوض بالوطن كاستصلاح مليون ونصف المليون فدان.. وتنفيذ قناة السويس الجديدة والبدء في أعمال تنمية محور القناة والمشروع النووي في الضبعة بالإضافة إلي شبكة الطرق العملاقة في أنحاء البلاد لدعم البنية التحتية لجذب الاستثمارات.. إلــخ من إجراءات تصب في جانب بناء مصر التي نحلم بها كما قلت.
ومنذ ساعات تم الاتفاق مع الاخوة السعوديين علي ضخ 30 مليار ريال استثمارات جديدة في مصر.. كما أعلن طارق قابيل وزير الصناعة أنه يجري التخطيط لإنشاء مجموعة من المناطق الصناعية الجديدة والتوسع في الأماكن القائمة بالعاشر من رمضان وبرج العرب وبدر والمنيا.
وأعلن أشرف سالمان وزير الاستثمار أنه سيتم طرح المشروع الذهبي في سفاجا وقنا والقصير أمام المستثمرين خلال فبراير القادم.. والمشروع يعد نقلة نوعية للاقتصاد القومي باعتباره أحد محاور التنمية الجديدة بمصر بعد مشروع تنمية قناة السويس.
هذه مجرد نماذج لإجراءات تتم علي أرض الواقع مفروض أن نتكاتف معها وندعمها لأن العقل الجمعي للشعب مع ضرورة الاستقرار والبناء.. ولا يريد استعادة زمن الفوضي واقتحام السجون وحرق المنشآت العامة والسهر في الشوارع لحماية الممتلكات ولا دعوات تعطيل الانتاج أو مظاهرات المطالب الفئوية علي حساب الصالح العام.
كنت أتصور أن يكون الاحتفال بـ25 يناير بالدعوة إلي أن يكون يوماً للعمل والتكاتف والاصطفاف من أجل تحقيق الهدف الذي يجب أن نسعي إليه جميعاً بكل قواتنا وطاقتنا.
الغالبية تريد حل مشاكل البطالة وتوفير العلاج للمرضي والمحتاجين والدخل المناسب للفقراء.. والتعليم الجيد ليكون بحق قاطرة التنمية والبناء بعيداً عن مافيا الدروس الخصوصية الذين حولوه إلي تجارة رابحة لجيوبهم ومخربة لعقول أولادنا وبناتنا.
فهل نتكاتف؟!.. وهل ننصت لرغبة وإرادة الجماهير ويكون يوم 25 يناير يوماً للعمل والانتاج الخلاق في وحدات الانتاج المختلفة.. لأننا نعاني من أزمات خانقة أبسطها اتساع الفجوة الغذائية وتراجع الصادرات عن الواردات.. وأننا مازلنا نطلب المعونات من الاخوة والاشقاء!!
وحان الوقت لنعمل بأيدينا وكل جهدنا وطاقتنا حتي ننتج ما نحتاج إليه ونحقق أمالنا في الرفاهية التي نريدها.. وهذا لن يكون بالتظاهر ولكن بمزيد من العمل ــ كما قلت ــ في وحدات وأماكن العمل.. فهل نفعل؟!
أتمني.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.