المساء
عبد المنعم السلمونى
حروف متحركة- أزمة النمر
إعدام المعارض الشيعي "نمر النمر" دفع كثيراً من المحللين إلي الإدلاء بدلوهم في هذه الخطوة. من جانب الحكومة السعودية. وتأثيرها علي الأوضاع الإقليمية والدولية. وما قد يترتب علي ذلك من تداعيات. تمس العلاقات السعودية الإيرانية من ناحية. وعلاقات دول المنطقة مع الرياض وطهران من ناحية أخري. وكذلك العلاقات الأمريكية مع كل من السعودية وإيران.
وإذا كانت آثار الخطوة السعودية ضد هذا المعارض أو الإرهابي ــ سمه ما شئت ــ قد ظهرت جلية علي علاقاتها مع إيران. وتمثلت في التصريحات الإيرانية النارية ضد السعودية. وكذلك في الهجوم علي السفارة السعودية بطهران. وإقدام الرياض علي قطع علاقاتها مع الجار الشيعي. فقد انعكست آثار هذه الخطوة علي علاقات دول الخليج والمنطقة بإيران. حيث تم استدعاء بعض ــ إن لم يكن كل ــ سفراء دول مجلس التعاون الخليجي من طهران أيضا وإقدام بعض الدول علي قطع علاقاتها مع إيران أيضا. نظراً لتدخلها في الشأن الداخلي السعودي والاعتداء علي السفارة السعودية بطهران.
وثارت أيضا تكهنات حول مصير مباحثات جنيف بشأن الأزمة السورية. وما قد تسفر عنه "أزمة النمر" من تعقيدات قد تتسبب في تعثر الحل علي الصعيد السوري. الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لدعوة الطرفين إلي "تخفيف حدة التوتر فيما بينهما. لأن هناك قضايا أخري ملحة في المنطقة".
ولا شك في أن الحكومة الأمريكية لها أجندتها الخاصة في الشرق الأوسط ويهمها بالدرجة الأولي استمرار الحروب في المنطقة لملء خزائن "الكاوبوي" الأمريكي من إيرادات صادرات الأسلحة لكن واشنطن لا تسعي لنشر الفوضي غير المنظمة فكل همها أن تسير حروب المنطقة وفقاً للسيناريو الأمريكي زمنياً ومكانياً حتي لا تخرج الأمور عن السيطرة وكذلك حتي تضمن واشنطن عدم تواغل أطراف أخري مناوئة لها في المنطقة. علي غرار ما حدث من التدخل الروسي في سوريا. وهو ما يهدد مصالح واشنطن ويحد من هيمنتها علي المنطقة والإنفراد بإدارة شئونها وتوجيه مجري الأحداث فيها. لتصب في صالحها.
ولعل خطاب جون كيري يعكس بعضاً من الميل الأمريكي نحو عدم العودة "للجفاء" مع إيران. خصوصاً بعد توقيع الاتفاق النووي لكن هناك شواهد أخري توحي ولو من بعيد إلي أن إعدام النمر وما تلاه من تداعيات قد ظهر بعد تعرض البوارج الأمريكية في الخليج لتهديدات صاروخية من قبل إيران. وهذا قد يدفع البعض للاعتقاد بأن أمريكا تريد أن تدفع بدول الخليج للدخول في مواجهة عسكرية مع إيران. بالنيابة عن واشنطن.
لكن ما يدلل علي ميل واشنطن للخروج من حالة الجفاء إزاء طهران أن كيري دعا "الطرفين" لتخفيف حدة التوتر. مذكراً بوجود "قضايا أخري ملحة في المنطقة" ولم يلجأ "الكاوبوي" لإدانة أحد الطرفين أو تحميله المسئولية.
فهل تساوت مصالح أمريكا مع إيران بمصالحها مع السعودية؟ أم أن الفترة المقبلة ستشهد تقارباً أمريكياً أكبر مع طهران. لتعود إيران لسابق عهدها كشرطي أمريكا في المنطقة. مثلما كانت أيام الشاه؟ أم أن موعد المواجهة الأمريكية مع "الدولة الفارسية" مؤجل إلي حين؟ وهل الموقف الأمريكي الذي يوحي بالحياد بين الطرفين هو بداية تحول فعلي. أم أنه رسالة موجهة للسعودية؟
علي أي حال. لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في عالم السياسة. وإنما هناك مصالح دائمة لكل دولة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف