الصباح
أحمد جلال
حقيقة تورط فودافون فى التجسس على مكالمة رئيس الحكام المخلوع مع «سيادة العميد » فى سيارته الخاصة
>>سويلم: المفاجأة أذهلتنى رغم عدم خروجى عن النص.. وطلبت من أصدقائى فى الداخلية تحريات عن الواقعة
«كمن يتخبطه الشيطان من المس».. هكذا كان الموقف داخل اتحاد الكرة، بعد فضيحة تسريب المكالمة التى جمعت بين العميد ثروت سويلم المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، ووجيه أحمد رئيس لجنة الحكام المؤقت، وظل أعضاء الاتحاد فى صمت وذهول لأكثر من 24 ساعة، إلى حد أنهم لم يتطرقوا للتسريب فى اجتماعهم الأخير، عصر الثلاثاء الماضى، وظنوا أن ما يتردد فى وسائل الإعلام، مجرد فرقعة إعلامية، لكنه أسقط فى يد الجميع، بعد الاستماع للتسريب، وتضاربت الآراء بين التحقيق مع الطرفين المتورطين فى الواقعة، أو التزام الصمت التام، والاكتفاء فقط بخلع وجيه أحمد، وتعيين أحمد الشناوى رئيسًا للجنة الحكام، وأمام شراسة نفوذ العميد ثروت سويلم النائب البرلمانى فى مجلس النواب الجديد، والرجل الأقوى فى اتحاد الكرة، والمنتدب من وزارة الداخلية للعمل فى منصبه الحالى، قرر اتحاد الكرة، قرر أهل الجبلاية الانبطاح، بدعوى أن فتح التحقيق مع «سيادة العميد» يعنى اعترافًا ضمنيًا أنه لم يخطئ، وأن المكالمة كلها لم تحتو ما يدين المدير التنفيذى، لكن هذا الدفاع المستميت، تحول إلى طوفان هجوم كاسح مع الطرف الأضعف نفوذًا فى الواقعة وجيه أحمد، إذ مارس أعضاء الجبلاية ضغوطًا شديدة على الرئيس الجديد للجنة الحكام، من أجل الإطاحة بوجيه أحمد، من التشكيل الجديد، وعدم تجديد الثقة فيه كعضو لجنة، كما كان الحال قبل تصعيده كرئيس مؤقت، أعقاب استقالة عصام عبد الفتاح من رئاسة اللجنة، من أجل العمل فى الاتحاد الإماراتى بنفس المنصب بل قرر اتحاد الكرة إحالة وجيه أحمد للتحقيق فى الواقعة وحده، على خلفية التأكد من أن تليفون ثروت سويلم المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، من النوع القديم، الذى لا يسجل المكالمات، عكس تليفون وجيه أحمد «سمارت فون»، والذى يمكن إدراج برنامج تسجيل مكالمات، ضمن خواصه، وهو الأمر الذى حدث بالفعل، حيث تعرض وجيه أحمد لخديعة، من شخص ما مستغلًا عدم حرفية الرجل فى التعامل مع أوبشن موبايله، ليسجل له مكالماته، ورغم أن ثروت سويلم يفتقد بدوره لنفس الأمر، إلا أن كون موبايله من النوع القديم، كان مبررًا وجده اتحاد الكرة كافيًا لتبرئة ساحته، بصرف النظر عن كون خط ثروت سويلم تابعًا لشركة «موبينيل»، بينما كان خط وجيه أحمد تابعًا لشركة «فودافون».
رئيس لجنة الحكام المخلوع قال للمقربين منه أن المكالمة التى تم تسريبها، أجراها أثناء وجوده فى سيارته الخاصة «كيا كارينز»، لكن زملاءه الحكام أكدوا له أن وضع جهاز تنصت فى السيارة، يعنى سماع صوته هو وحده، وليس صوت الطرف الآخر معه، ما يعنى أن المكالمة تم تسجيلها من موبايله مباشرة، ولا يعنى ذلك أن «فودافون» إحدى الشركات الراعية للنادى الأهلى تورطت فى التصنت على رئيس لجنة الحكام المخلوع، بل إن احتمالية استغلال خواص تليفونه لإدراج برنامج تجسس على المكالمات، يبقى هو الأقرب، كون تورط شركة عالمية كبيرة بحجم فودافون فى هذه الواقعة المخجلة أمرًا يبدو غير متوقع.
أما الطرف الثانى العميد ثروت سويلم، فقد اعترف أن المكالمة أصابته بالذهول، وظل يتضرع إلى الله ألا يكون قد خرج عن النص، ورغم أنه المفاجأة ألجمت تفكيره، إلا أنه سيسعى إلى طلب تحريات من مباحث مكافحة جرائم الإنترنت، للتعرف على ملابسات الواقعة.
وفى خلفية الفناء.. كان قرار تعيين أحمد الشناوى رئيسًا للجنة الحكام بمثابة محاولة لإرضاء عصام عبد الفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، الذى حضر جلسة الثلاثاء خصيصًا، من أجل منع فكرة تعيين غريمه اللدود جمال الغندور رئيسًا للجنة الحكام، وتم الاستقرار على الشناوى كمحلل، خلال الأشهر القليلة المتبقية من عمر المجلس الحالى، الذى تنتهى ولايته فى يونيو المقبل، وهو الأمر الذى دفع الغندور نفسه ليقول إنه سيتولى رئاسة اللجنة بداية الموسم المقبل، وليس فى الوقت الحالى.
والغريب أن اتحاد الكرة هلل لفكرة تعيين الشناوى كمتطوع، لكنه غض الطرف عن إصرار الشناوى على تحليل أداء الحكام عبر الفضائيات، رغم أن ما استحله الشناوى لنفسه، أقل بكثير من فرمانه الغريب بمنع الحكام من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، بدعوى أنها تنشر الفتنة، رغم أن تحليل الحكام عبر الفضائيات، هو أكبر فتنة، ولا تقوم أى دولة فى العالم المتحضر عبر الاستوديوهات التحليلية، بتناول قرارات الحكام، وهو الأمر الذى دفع وجيه أحمد لتقديم طلب لاتحاد الكرة، من أجل منع تحليل أداء الحكام عبر الفضائيات، قبل أن يتم خلعه بشكل درامى مذهل!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف