الوفد
عباس الطرابيلى
هموم المصرية- الشباب: المعنى.. والمغنى!
دون زفة.. وطبل وزمر فوجئت بالاحتفال بيوم الشباب المصرى ولهذه المفاجأة العديد من المعانى.. توقفت عندها، وأنا أتابع وقائع هذا الاحتفال.
المعنى الأول ـ والأهم ـ هو الاستيقاظ مبكراً لنا جميعاً.. وبالذات كل مسئولى الدولة.. فالحفل بدأ فى العاشرة صباحاً، وهذا يعنى أن المسئول استيقظ قبل الساعة السابعة ليستعد.. ويذهب قبل الاحتفال بساعة وهذا من شروط بروتوكولات الرئاسة.. ونضع فى اعتبارنا مشاكل المرور، حتى وان كان يوم أمس.. يوم عطلة، وتلك قضية أخرى يجب أن نلغيها ونعود لنعمل ستة أيام!!
ثم أن يتعود الكل على الذهاب للعمل مبكرين، كما لو كنا نعيد الى الذاكرة حكايات «كنا نرددها» فى طفولتنا وهى أننا نسابق الطيور فى الانطلاق للعمل، بحثاً عن الرزق.. والسؤال: هل نعدل مواعيد العمل لتبدأ فى المصالح الحكومية والدواوين فى الساعة السابعة؟!
<< ونصل الى «المغنى» وقد شدتنى أغنية بداية الاحتفال.. وتلك البراعم التى ضمت نماذج من الأطفال ثم الصبية.. ثم الشباب والأهم كلمات الأغنية التى تغنى بها كل هؤلاء.. ولم يأت اختيارها اعتباطاً، لأن فى كلماتها معانى نسيناها وان كنا نرددها.. كانت كلمات الأغنية تتحدث عن «مصر.. هي الصبح بدرى» ياسلام ثم «فيها حاجة حلوة.. حاجة حلوة بينا.. فيها نية صافية.. فيها حاجة دافية.. وياسلام على معانى كلمات هذه الأغنية.
حقاً مصر فيها حاجة تانية، وهى أغنية تطوف بنا الوطن كله من الكشرى الى الفول والطعمية.. الى السيدة نفيسة.. ثم كلمات كم نتمنى أن تصبح دستور حياتنا الجديدة «ياشباب آن الأوان»، نعم، نحن نحتاج الى عمل الكل.. والشباب فى المقدمة.
<< وحتى فى الاستراحة القصيرة استمعنا الى أم كلثوم تشدو بكلمات قصيدة حافظ إبراهيم.. وقف الخلق.، وأنا تاج العلاء.. أى معان عظمى تحملها هذه القصيدة شديدة الروعة.. وتكاد تتطابق كلماتها مع كلمات الرئيس السيسى موجهاً خطابه للشباب مؤكداً «ما أقدرش أقاوم إلا بيكم» نعم لابد من العمل الجماعى، لنواجه كل المؤامرات التى تستهدف الوطن.. وتستهدف أيضاً كل المواطنين.
وها نحن نحتفل بيوم الشباب المصرى فى أعقاب عمليتين إرهابيتين واحدة فى منطقة الأهرام، أمام فندق سياحى.. والثانية فى الغردقة وأيضاً أمام فندق سياحى، والغردقة هى المنطقة الثانية الأكثر حيوية فى السياحة المصرية.. فهل هذا بروفة لما يمكن أن يقع يوم 25 يناير كما يهدد الإرهاب؟!
<< لكن شدنى أكثر هذا البرنامج العلمى لإعداد الشباب وتأهيلهم لتحمل المسئولية.. وهو برنامج ـ كما أعلن الأمين العام للمجالس المتخصصة.. يعتمد على العلم.. والمعلومات، وبداياته «بنك المعلومات» لأنه بدون هذا العلم، وبدون هذا البنك نكون كمن يحارب طواحين الهواء.. وأعجبنى كذلك أسلوب اختيار الشباب الذى تم اتباعه لاختيار الأفضل، 1000 شاب من بين 5000 وهذا أسلوب يحفز الكل على الاستعداد والتحصيل، ليحصل الشاب على فرصة للانطلاق نحو الأعمال التى تؤهله للمستقبل.. ولن أنسى أن الدولة كلها تستيقظ مبكراً من الوزير الى الغفير.. وتلك بشرى خير لنا جميعاً.
ومن المؤكد أن هذا الاحتفال يعبر عن أسلوب جديد للعمل الجدى نحو الانطلاق. والأهم أن الطريق للتقدم ـ وللوظيفة أو فرصة العمل ـ لم يعد يمر عبر «الوساطة» وللأسف نحن شعب يكاد يؤمن بالواسطة.. وكارت الواسطة.. دون اعتبار لإمكانيات الشباب الحقيقية.. وبهذا البرنامج نجد أن بعض الشباب يريد أن يصل وفوراً الى منصب المدير العام!
<< أقول شدنى احتفال يوم الشباب المصرى.. وبالذات معنى أن المعنى يأتى قبل المغنى.. وتحويل شعار تأهيل الشباب للقيادة أمر حقيقى.. وهو طريقنا الى التقدم.. أقول ذلك ونحن نطالب الشباب ونقول لهم: بعد الغناء.. هيا الى العمل، من أجل الشباب ومن أجل أجيال أخرى تنتظر أن تحيا فى رغد.. وأمان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف