اليوم افتتاح برلمان ما بعد 30 يونيو.. برلمان تكملة "خارطة الطريق".. وهو يعتبر أخطر برلمان في تاريخ مصر.. برلمان بداية طريق جديد من كل الوجوه.. جاء بعد ثورتين من أخطر ثورات مصر وبعد تجربة قاسية ندفع ثمنها الآن.. لذا يجب أن نقف جميعا خلف هذا الوليد الجديد الذي دخله أعضاء لأول مرة في حياتهم.. من هنا كان يجب أن نسمي هذه الجمهورية التي اكتملت اركانها "الجمهورية الثالثة".. فهي جمهورية لها ظروف جديدة تماما.. تذكرني بعام 1805 ميلادية حينما جاء محمد علي الكبير ليبني مصر من جديد بعد أن قضي علي "الجراد الأصفر" الذي مص دم مصر ولا دراكولا!!!
* * *
الدنيا تغيرت...
افتتاح البرلمان كانت له تقاليد خاصة ثابتة لا تتغير... حتي موعده لا يتغير... كان الأعضاء يلبسون البدل "الريدنجوت"... الجاكيت النصف طويل والببيون وفوق البدلة الوشاح الأخضر معلق فيه الميدالية الكبري.. ولا ننسي الطربوش... والملك يلبس بدلة الملك الرسمية.. وكان يصحبه رئيس الوزراء... والمفروض أن خطاب العرش يلقيه الملك ولكن ابناء واحفاد محمد علي لايجيدون اللغة العربية فكان يلقي الخطاب رئيس الوزراء.
حدث مرة...
كان رئيس الوزراء حسن باشا صبري وكان مريضا... فظهرت فكرة تأجيل حفل الافتتاح فاتضح أن هذا ضد اللائحة... فظهرت فكرة أن يلقي الخطاب اكبر الوزراء سنا ولكن حسن باشا صبري أصر علي أن يتناول ادوية تمكنه من التماسك والقدرة علي أن يؤدي هذه المهمة.. وخلال الخطاب سقط علي وجهه فوق منصة المجلس.. وكشف الطيب فاتضح أنه فارق الحياة.. شيعت جنازته ووراءه اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بملابسهم "الريدنجوت"!!!
* * *
طبعا انتهي تقليد "الريدنجوت"... كما انتهي تقليد مبني الأوبرا القديمة في ميدان الأوبرا أيضا!!!
كان ممنوعا أن يحضر حفلات الأوبرا من السيدات إلا اللاتي يرتدين ملابس السهرة الطويلة.. ممنوع الفستان القصير وطبعا تهريج هذه الأيام... البنطلون!!! والشورت!!!!
أما الرجال... فكان سليمان بك نجيب مدير الأوبرا يصر علي "الروينجوت"... ولكن بعد فترة اقتصر الأمر علي البدلة السوداء والكرافتة طبعا... والطربوش... وللاجانب القبعة.
وكان صلاح الشاهد تشريفاتي الملك ثم نجيب ثم جمال عبدالناصر... وهذه الصور الكبري المعلقة في صالونه لها قصة سبق أن كتبتها!!!
المهم سليمان بك نجيب سأل صلاح الشاهد ملك البروتوكول والتشريفة.. سأله : هل ممكن اللون الكحلي الغامق لبدل الرجال؟!!... وكانت اجابة صلاح الشاهد ممكن الكحلي الغامق ولكن ليس الأزرق بجميع درجاته ولا البني!!!!... ذكريات!!!!!!
* * *
اعود الي المجلس ذي 596 عضوا.. رقم قياسي لاعضاء اي برلمان في العالم... حتي في الدول التي يزيد عدد سكانها عن مليار وكسور البرلمان لايزيد عن 400 عضو!!!... حتي قيل ان جلسة الاجراءات اليوم قد تستمر حتي المساء أو صلاة الفجر كما حدث لاقرار الدستور "المعيب"!!!
علي العموم... الكلام في هذا الموضوع ليس له فائدة الآن بعد أن أصبحنا امام الأمر الواقع.
لذا ارجو تشكيل لجنة قانونية تشريعية متخصصة لنظر مئات القرارات بقوانين بعيدا عن الجلسات ثم عرض رأيها علي المجلس... لانه إذا تركنا حوالي 600 عضو يناقشون مئات القرارات في بداية عمل المجلس يكون هذا معناه ان المجلس لن يستطيع أن يأتي بجديد إلا بعد فترة زمنية طويلة.. وهذا ما لا يريده الشعب الذي صبر صبر يعقوب!!