الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. السياحة الغائبة!
نحن في مصر نهتم كثيرا بقطاع السياحة ونراهن علي مردوداته الإيجابية المتعددة وهذا شيء طبيعي لأنه اهتمام صحيح في المكان الصحيح ونحن نعطي اهتماما كبيرا للمدن والمنتجعات السياحية خصوصا تلك التي تمتد علي شواطيء البحر الأحمر أو عند مناطق الآثار الفرعونية في الأقصر وأسوان وخليج السويس وخليج شرم الشيخ بحيث أصبحت هذه المناطق تحفة معمارية وجمالية بالغة الروعة، وهذا أيضا شيء طبيعي لأنه استثمار مضمون العوائد والفوائد ولكن هل السياحة يمكن أن تنتعش وأن تزدهر دون أن نضيف بعض اللمسات الضرورية في «العمق الخلفي» لهذه القري والمنتجعات السياحية؟.

دعونا نتكلم بصراحة ونقول: إننا لو قصرنا الاهتمام فقط علي هذه المدن والمنتجعات الشاطئية ومعها مناطق الآثار الفرعونية فإن ذلك يعني أن حجم التدفق السياحي وحجم الإنفاق والدخل السياحي سوف يظل يدور في نفس المربع المغلق الذي نتحرك في إطاره منذ عدة سنوات، والذي اهتز بدرجة ملحوظة في الأعوام الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة منذ أحداث 25 يناير 2011 وتداعياتها السلبية في كافة المجالات وفي المقدمة منها قطاع السياحة.

إن هذه المدن والمنتجعات السياحية بكل ما فيها من جمال وروعة وما تحققه للسائحين من راحة واستجمام واسترخاء، وما توفره من رياضات بحرية وشاطئية لهواة الغطس والصيد تمثل عنصرا جذابا فائق الجودة ما في ذلك شك، ولكن أغلبية السياح في عالم اليوم يهمهما أن يروا إلي جانب الطقس البديع والمناظر الخلابة عمق الحضارة وطبيعة وتقاليد الشعوب التي يحجون إلي أوطانها بعد أن أصبح الاستمتاع بالفنون والعادات والتقاليد القديمة حتي لو كانت موغلة في البدائية أحد أهم عناصر الجذب السياحي في السنوات الأخيرة.. ومن ثم فإنه يتحتم علينا أن نلقي نظرة جادة علي «العمق الخلفي» لهذه المدن والمنتجعات السياحية وأن يكون ذلك مدخلا لإنعاش السياحة الداخلية التي يمكن أن تعوضنا عن النقص الطارئ في حجم التدفق السياحي والذي كان ملحوظا بشدة فى الموسم السياحي الشتوي الحالي.

وغدا نواصل الحديث

خير الكلام:

<< تتراجع ثقة المرء بنفسه إذا انقلب الشك علي اليقين لديه !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف