الصباح
ياسر ثابت
محمود المصرى.. من الغناء فى الأفراح إلى احتراف الدعوة
*بدأ حياته مطربـًا.. وفيروس الأحبال الصوتية حرمه من استكمال ألبومه الأول
*حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ودرس على يد الهارب محمد عبدالمقصود وأبو إسحاق الحوينى وشيوخ السعودية واختار لنفسه لقب «أبو عمار»
*دعا إلى عدم التظاهر خلال ثورة 25 يناير.. واعتزل السياسة بعد ثورة 30 يونيو
*اتهم مشاهير الدعاة بأنهم عملاء لأمن الدولة وكانوا يكتبون تقارير عن الشيوخ المعارضين لنظام مبارك
هو نجم الفضائيات والبرامج الدينية، من «اقرأ» إلى «الناس».. وما بينهما.
فى ثورة 25 يناير 2011، اتخذ موقف كثير من الدعاة السلفيين، حيث طالب المتظاهرين بعدم النزول والاحتشاد، وعدم الانجرار للفتنة، وتمت استضافته وقتها فى عدة قنوات مصرية، ليعلن موقفه للجميع. وبعد ثورة 30 يونيو، أعلن اعتزاله الحديث عن السياسة.
بدأ حياته مطربـًا، وكان يعزف ويلحن وارتبط بعلاقة صداقة قوية مع مطرب شهير حاليـًا، حيث كانا قد تعاقدا للعمل مع شركة إنتاج أغانى كاسيت واحدة، وحمل -حينذاك- اسم شهرة آخر غير اسمه الحالى «محمود المصرى».
كان قبل اعتزاله قد جهز شريطه الغنائى الأول وضم 10 أغنيات بينها 8 أغنيات لحنها بنفسه، قبل أن يعتزل الغناء عام 1991. ويقول المصرى إنه أصيب بورم فى الأحبال الصوتية دام نحو عام ونصف العام، منعه من الغناء تمامـًا.
محمود المصرى، الذى يُكنى «أبو عمار»، المولود فى محافظة القاهرة، والحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية من جامعة حلوان.. درس العلوم الشرعية فى معهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية بالقاهرة، ثم سافر إلى السعودية وتلقى العلم هناك على يد علماء أصول الدين والدعوة الإسلامية، وحضر مجالس الشيخ السعودى محمد بن صالح العثيمين فى مسجده فى بلدة عنيزة، وحصل على الإجازة العلمية فى الكتب الستة وجميع العلوم الشرعية من د. محمد بن إسماعيل المقدم.
عن رحلته فى طلب العلم يقول المصرى عن نفسه: «لقد بدأت رحلتى متأخرًا.. فحفظت القرآن بفضل من الله تعالى، ثم بدأت بعدها فى حفظ متون الأحاديث من صحيح البخارى ومسلم وغيرهما، وقرأت أكثر من تفسير للقرآن الكريم، واعتنيت بدراسة الفقه والسيرة وغيرهما من العلوم الشرعية».. ويقول: «ولا أنسى فضل الشيخ محمد عبدالمقصود (الهارب حاليـًا بسبب مواقفه وتحريضه على العنف فى اعتصام رابعة العدوية)، والشيخ أبو إسحاق الحوينى، والشيخ محمد حسّان، والدكتور زكى أبو سريع - أستاذ التفسير بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- فهم أصحاب فضل كبير.. فجزاهم الله عنى خير الجزاء».
مؤلف كتب «إنها الجنة يا أختاه»، «ساعة وساعة»، «وأنذرهم يوم الحسرة»، «مخالفات يقع فيها الرجال»، «صحابيات حول الرسول»، وغيرها من المؤلفات الدينية، متزوج من أميرة المصرى «أم ردينة» التى درست الإعلام، كما التحقت بكلية الدراسات الإسلامية فى واشنطن. لديهما من الأبناء ثلاثة: عمار وهاجر وعلى.
فى أكتوبر 2010، أثارت تصريحات الشيخ محمود المصرى على قناة «الناس» الفضائية الإسلامية عن نفاق ما سماه شيوخ الفضائيات أو الدعاة المعروفين من مشاهير شيوخ الفضائيات الكثير من الجدل على صفحات فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعى، خصوصًا بعد أن انتشر على موقع يوتيوب تسجيل من حلقة الشيخ محمود المصرى بعد أن تم منتجتها ووضع صورًا لشيوخ محددين فيها مثل الشيخ السلفى المعروف محمد حسان صاحب قناة «الرحمة» وأحد أشهر شيوخ السلفية على الفضائيات الدينية المعروفة، كذلك فيما يتعلق بالشيخ الشهير بالتصريحات المثيرة للجدل وهو الشيخ محمد الزغبى، إضافة إلى بعض الشيوخ الذين يظهرون على قناة «الحافظ»، وكلها قنوات تم إغلاقها بعد ثورة 30 يونيو بتهمة التحريض على العنف والكراهية باسم الدين.
اتهم الشيخ محمود المصرى فى تصريحاته المذكورة دون أن يذكر أسماء محددة، بعض شيوخ رجال الدين أو الدعاة بأنهم كانوا عملاء لأمن الدولة ويكتبون التقارير عن الشيوخ المعارضين لنظام مبارك السابق وكسبوا ثروات مالية بسبب عمالتهم لجهاز أمن الدولة، وأصبحوا من الأغنياء وأصحاب الفيلات والقصور والعربيات، على حد قوله.
وقال الشيخ محمود إن مجرد الكلام عن شيوخ الفضائيات هؤلاء سيعرضك لخطر يصل أحيانـًا إلى حد القتل حسب تعبيره.
بالنص قال الشيخ محمود المصرى:
«هناك رجل دين أو داعية وهو من أظلم خلق الله هناك داعية وبياكل حرام وبياكل سحت وبيتآمر على إخوانه، كان بعض الدعاة والله وأقسم بالله بيكتبوا فينا تقارير وبيبيتونا ليالى فى أمن الدولة، دول دعاة بتعج بأصواتهم الفضائيات حاليًا وبيطلعوا بيصرخوا وبيصوتوا وبيعيطوا على الفضائيات، وهم كانوا من فلول نظام أمن الدولة.
نعم بعض الدعاة الموجودين على الساحة ربنا يا رب يهديهم ويبطلوا ظلم، ظلم لا يخطر على قلب بشر، ظلم وإيذاء، ويطلعوا على الشاشة يمثلوا على خلق الله ويقنعوا الناس إنهم عندهم دين وعندهم أخلاق، وإنهم شايلين هم الوطن، وعمالين يصرخوا ليل ونهار وهم متربيين فى أمن الدولة.. وفلوسهم وكروشهم وعروشهم وقصورهم وفيللهم وعربياتهم كلها جاية من رجال الأعمال ومن أمن الدولة.
ويطلعوا يمثلوا على أمة لا إله إلا الله بالكلام الحلو والكلام المعسول ويحاولوا يبكوا ويتباكوا، وهم يعرفون أنفسهم، وأنا مش عايز أقول عملوا إيه فى بعض، دى وصلت لمحاولات قتل. تلاقى إنسان لا عنده دين ولا أخلاق ولا مبادئ ولا متربى ولا يعرف ربنا لكن سمته سمت دين ويطلع يكلمك بالدين وهو بينافق وبيكدب وبيسرق وبينصب، والمصيبة إنت متقدرش تتكلم، ده أنت لو نطقت كلمة هتتحارب من كل جهات الدنيا، ولو ذكرت اسم واحد من الشيوخ دول، أقسم بالله ما هتروح بيتك هتتقتل قبل ما توصل بيتك».
بعد ثورة 30 يونيو، أعلن المصرى ابتعاده عن السياسة، قائلاً إنه يرفض تسيس الدعوة، وإن معظم الدعاة خسروا كثيرًا فى الفترة الأخيرة بسبب انغماسهم فى السياسة، مشددًا على ضرورة أن تكون الدعوة خالصة لله تعالى.
الداعية الشهير أضاف: «إن السياسة لا دين لها مع أن الأصل يكون لها دين، بينما هى على أرض الواقع لا دين لها، ومقولة «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين» خاطئة لأن الدين جاء لتنظيم كل أمور الحياة».
الشيخ المصرى تابع: «دخول الناس مجال الدعوة بلا ضوابط أو حدود أساء لأهل الدعوة، فكل من قرأ كتابين يظهر على فضائية دينية لأن له علاقة بصاحب القناة، أو مخرج، ويصبح داعية إسلاميـًا ملء السمع والبصر، الأمر الذى انعكس على الخطاب الدينى وظهرت فيه أخطاء بالجملة، حتى الأسلوب نفسه لا يليق بالداعية، فالبعض يتلفظ بألفاظ غير لائقة، واتهامات وإساءة للناس، وهذا لا علاقة له بالدين، والنبى قدوتنا لم يسب كافرًا طيلة حياته».
وفى يناير 2015، أثار المصرى دوامة من الجدل حين قال إن حكم المنتحر فى الشريعة الإسلامية أنه مرتكب كبيرة وليس كافرًا، وأوضح فى حواره مع برنامج «بوضوح»، على فضائية «الحياة»، أن أهل العلم أجمعوا على أن المنتحر يأسًا من رحمة الله فهو كافر ولكن إذا انتحر يأسًا من ظروفه المادية أو الاجتماعية أو تعاملات البشر فهو مرتكب لكبيرة، وحكمه فى مشيئة الله إن شاء عذبه أو شاء غفر له.
وتابع أن المنتحر تقام عليه صلاة الجنازة ويدفن فى مقابر المسلمين، ويتم الدعاء له بالرحمة، ما لم يعلن قبل موته يأسه من رحمة الله وكفره به.
على الموقع الإلكترونى لقناة «اقرأ»، كنت تطالع ما يلى ترويجـًا لبرنامج الداعية الشهير:
«يعرض لنا فضيلة الشيخ محمود المصرى فى برنامجه المعطر بشمائل المصطفى «ليلة فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم» نماذج كثيرة تظهر لنا.
كيف تعامل سيد ولد آدم مع الخالق والمخلوق والكثير من القضايا الإنسانية؟
وكيف كان أعبد الناس وأتقاهم وأخشاهم لربه، وأعبدهم له، وأعظمهم شكرًا لنعم الله وفضله؟
وكيف كانت أخلاقه وسجاياه مع العباد سواءً كانوا أهل بيته ونساءه أو أصحابه أو حتى أعداءه؟
يستهدف البرنامج نشر هدى النبى صلى الله عليه وسلم الذى هو البلسم الشافى لبيوتنا ومجتمعاتنا، ويكشف لنا فضيلة الشيخ بأسلوبه الشيق هذه الرحمات والمكارم المحمدية كدواء ناجع لأمراضنا الأسرية والمجتمعية المعاصرة. ويتيح البرنامج للمشاهدين التواصل مع فضيلة الشيخ عبر الاتصالات الهاتفية على مدى ساعة، هى مدة البرنامج. ليلة فى بيت النبى «يُبث كل ثلاثاء».
يقول الموقع الرسمى للشيخ محمود المصرى إنه شارك فى العديد من المؤتمرات الإسلامية والمشاركات الدعوية. السلاسل الدعوية التى أقيمت فى العديد من المساجد بالقاهرة مثل مسجد العزيز بالله الذى يعتبر من أهم منابر أهل السنة فى مصر، وأيضـًا سلسلة دروس مسجد الفتح بالمعادى التى نتج عنها دخول عدد كبير من الإخوة والأخوات إلى دين الإسلام، وشارك فى المحاضرات الرسمية فى المركز الإسلامى ببروكلين - نيويورك (الولايات المتحدة). تلقى العديد من الدعوات من وزارة الأوقاف الكويتية، وكذا دعوة لزيارة طرابلس من رئيس الوزراء اللبنانى السابق محمد نجيب ميقاتى، كما شارك فى جائزة دبى الدولية للقرآن الكريم بدعوة رسمية من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبى ورئيس وزراء دولة الإمارات.
القاعدة التى يرتكز عليها محمود المصرى فى دعوته: الرحمة فى أسلوب تبليغ تلك الدعوة المباركة، والسهولة فى توصيل كل معلومة.
ويوجه هذا الداعية الشهير نصيحة لطلبة العلم فيقول: «ليست العبرة بالسبق وإنما العبرة بإخلاص النية لله تعالى فى الطلب وفى الدعوة إلى الله».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف