الأكشاك فى الشوارع أصبحت فى كل متر على الأرصفة وتكاد أن تصبح وكأن كل مواطن له كشك .وطبعا غالبية الأكشاك مخالفة وكل منها يضع ثلاث ثلاجات وشرط رئيسى أن يكون بالقرب من عمود للكهرباء تابع للحكومة حتى يسرق الكهرباء منه للإضاءة ولتشغيل ثلاجات العصائر والآيس كريم.
وهناك سؤال يطرح نفسه ألم يلاحظ مسئول فى المحليات التابع لها الأكشاك ان هناك غابة من الاكشاك تغزو مصر؟ هل هو اهمال أم تقصير أم تغاض أم فساد من مسئول الحى التابع له كل كشك. لم أصدق وأنا أرى أكشاكاً فوق الدائرى فى القاهرة والجيزة أى بالقرب من وسط العاصمة ألم يلاحظها أى مسئول أو حتى محافظ. الكارثة الأكبر ان هذه الأكشاك العشوائية تبيع الأقراص المخدرة للشباب والأطفال.
التقيت بسيدة تسكن فى منطقة شعبية وقالت لى إن هذه المنطقة كاملة العدد ولم افهم فى البداية وفسرت لى ذلك بأن المبانى فى كل مكان وأغلبيتها مخالفة فامتلأت المنطقة كلها ولم يعد هناك موطئ لقدم وأغلب هذه المبانى مخالفة وهناك منها ما يخالف ويحصل على ترخيص بالرشوة والفساد . وموظفو الأحياء الذين وظيفتهم الأساسية التخلص من المخالفات إما لا يمرون ليكتشفوا المخالفات وإما يرتشون ليغمضوا أعينهم.
وهذه المخالفات ليست فى القاهرة فقط بل فى كل المحافظات وعلى رأسها الإسكندرية وفيها أبراج شاهقة مخالفة ولعل امطار الإسكندرية فقط هى التى كشفت أن الأبراج بنيت على المصارف التى تصرف مياه الأمطار ولم يشر إليها موظف فى أحيائها.
مشكلة المخالفات تحتاج لحسم وقبلها شفافية فالمحليات تحتاج لتدمير جذرى وبنائها على أساس صحيح شفاف لتصبح عملية أوتوماتيكية مخالفات لابد من الإزالة بدون الرجوع لأحد أو واسطة.
ولعل مناطق كثيرة تشكو من انقطاع المياه بشكل دورى والناس تئن وتشكو وعرفت السبب من مسئول وهو ان الشبكات أصبحت تتحمل ثلاثة أضعاف طاقتها نتيجة الأبراج المخالفة التى تضغط على الشبكات والتى انشئت لتتحمل كماً معيناً من الأبنية.
وأملنا الآن فى مجلس الشعب الجديد ان يصدر قانوناً مشدد فى حالات المخالفة يستوجب الإزالة الفورية والحبس أو غرامة عالية تقارب مبلغ الوحدات المباعة والحبس فالأمر اصبح يستوجب الحزم الشديد.. فالأحياء فى كل محافظات مصر أصبحت تئن من الضغط على الشوارع والشبكات ولا يجب ان نترك الأمر أبداً للأحياء فقط، فيجب ان نشترك معهم الأجهزة الرقابية لتقلل فى البداية حجم الفساد فى المحليات وصولا للقضاء عليه بالكامل.