الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
رحم الله حمادة إمام انقذوا محمود بكر
كانت مفاجأة مذهلة.. كان ملء السمع والبصر والصحف في منتهي النشاط وهو أساساً يحب العمل.. محايداً. محبوباً من الجميع.. مات حمادة إمام ثعلب الملاعب. كما أسماه المستكاوي. كانت أهم صفاته الأدب والتواضع.. وكما كان يقال عنه إنه لا يخاطب أحداً أكبر منه أو أصغر أو زميل إلا وهو يقول له: سيادتك. حضرتك يا افندم.. ذات مرة احتضنه حسين مدكور وهو يقول له: سيادتك قائلاً له: احنا اخوات يا أخي.
وفي فاكس حزين سريع من الأخ عادل هيبة. مدير العلاقات العامة بالنادي الأولمبي:
مات أحد رموز الكرة المصرية.. مات حمادة إمام الذي كان فاكهة الكرة في أواخر الخمسينيات. وطوال الستينيات. وهي أزهي أيام الكرة المصرية.. لعب ضد ريال مدريد وضد توتنهام الإنجليزي وأحرز فيه هدفاً إعجازياً. كان موضع تعليق الفريق.. وأمام وستهام الإنجليزي أحرز ثلاثة أهداف من خمسة مقابل هدف واحد.. ويومها رسم مصطفي حسين في جريدة "المساء" فريق وستهام كأنه راقصة "وست" اسمها "هام" بترقص ثلاثاً!!.. بوسطها!! وحوله خمس كور!!
وحمادة إمام الذي تفرغ للكرة تماماً.. لاعباً ومعلقاً ومديراً للكرة وعضو لجنة الكرة.. وأخرج من عباءته حازم إمام. اللاعب الدولي الذي رفع كأس أفريقيا ثلاث مرات.
في برنامجه الأسبوعي "أحلي الأهداف" كان يستضيفني كثيراً علي الهواء مباشرة.. حتي في آخر برنامج له.. لذا لم أصدق التليفزيون وهو يذيع الخبر.. لم أصدق أذني. ولا عيني.. فقد كان إلي آخر لحظة شعلة نشاط. رحمه الله رحمة واسعة.
* * *
فلتسمح لي الصفحة الرياضية بإضافة نداء إنساني لمعالي الفريق أول صدقي صبحي. وزير الدفاع..
كابتن محمود بكر. كابتن الإسكندرية والنادي الأولمبي متوسط دفاع مصر سنوات طويلة ورئيس النادي الأولمبي فترة طويلة. وخير معلق بالإجماع.. يعاني مرضاً خطيراً منذ فترة.. والإسكندرية كلها تناشد وزير الدفاع إنقاذ أحد جنوده. فقد كان ضابطاً بالقوات المسلحة.. الكل يرجو معاليه نقله بأقصي سرعة إلي مستشفي مصطفي كامل.. والأسرة ترجو الوزير. فالمريض شقيق أول شهداء مصر في اليمن في الستينيات. ألا وهو نبيل الوقاد.. والكل يأمل في سرعة الإنقاذ. فحالة بكر تقتضي سرعة النقل لمستشفي مصطفي كامل.
* * *
في فاكس آخر من الصديق ميمي القيعي. "كفر الزيات" يقول فيه:
الله سبحانه وتعالي أعطي.. ثم أخذ.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حمادة إمام يلقي ربه راضياً مرضياً.. فهو الوحيد في محيط الكرة الذي أتحدي أن يكون قد أغضب أو تشاجر مع أي شخص ينتمي أو لا ينتمي لكرة القدم.. لم يحتك أو يختلف مجرد اختلاف مع حكم أو مدرب أو مدير أو ناديه الذي قضي فيه عمره.. بعد أبيه حارس مرمي الزمالك أيضاً "يحيي الحرية إمام".. هذا اسمه.. وكان ضابطاً بالجيش أيضاً مثل حمادة الذي عمل بإدارة المخابرات الحربية طوال فترة عمله بالجيش. ووالده كان مساعداً للفريق العجرودي حاكم غزة.. ثم جاء من بعده ابنه الثعلب الصغير حازم إمام مدير الكرة بالزمالك الآن.
ولمعلومات القارئ:
لم يفز الأهلي علي الزمالك طوال فترة لعب حمادة إمام وزملائه الكبار رأفت عطية وعلي محسن وسمير قطب وعبده نصحي ورفاعي ويكن وأحمد مصطفي.. في مباراة ما كانت النتيجة هدفين لهدف واحد لصالح الأهلي. فإذا بحمادة إمام يحاور كل دفاع الأهلي ويحرز هدف التعادل في آخر ثانية. وسميت هذه المباراة أيامها بمباراة التعادل.
لمعلوماتك أيضاً.. كان حمادة إمام هو الوحيد الذي يرتاح له المدربون الأجانب. ويصرون علي أن يكون هو المساعد لهم.. وأبرزهم إيفان ومايكل إيفرت.. رحمه الله رحمة واسعة.
شكراً للصديقين عادل هيبة "النادي الأولمبي" وميمي القيعي "كفرالزيات".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف