لم تعد الصحافة اليومية قادرة علي الانفراد بالأخبار كما كانت في الماضي لأن المواقع الالكترونية أصبحت الآن تتسابق بالثانية لبث الأخبار الصحيح منها والمفبرك مما جعل مهمة الصحف اليومية صعبة للغاية وربما مستحيلة للاحتفاظ بالخبر لمدة 12 ساعة علي الأقل حتي يتم طبع الصحيفة في ظل سباق الثواني المحموم للصحافة الالكترونية.
لذلك كانت الخبطة الصحفية للزميلة الأهرام المسائي حول المكالمة بين ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة ووجيه أحمد الرئيس السابق للجنة الحكام ضربة احترافية قوية للزميل العزيز محمد شبانة - والتي هدمت تماما اتحاد الكرة معنوياً - وزادت من فشل اتحاد الكفتة - الذي أصبح أعضاؤه هم أول من اعترفوا بفشله.
المكالمة المسربة تظهر كيف تدار كرة القدم في مصر بالمجاملات تارة والرشوة تارة أخري.. وما خفي كان أعظم.
الضربة الصحفية لشبانة كشفت أيضا الشخصيات التي تقود الرياضة المصرية بالفسق والخداع بعد أن ملأت الدنيا في كل مكان صراخاً وضجيجاً بأبشع الألفاظ التي ملأت كل الفضائيات ودخلت البيوت مؤثرة في وجدان الشعب بأسره.
وتعجبت عندما استمعت لحوار بإذاعة الشباب والرياضة للزميل المتميز هاني حتحوت مع عصام عبدالفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والذي كان مشرفاً علي لجنة الحكام عندما سأله عن النسبة التي يعيطها لأداء اتحاد الكرة خلال الدورة الحالية فرد بدون تردد أنها من 30 إلي 40% أي ضعيف جداً أو بتقدير "ض.ج" بلغة الامتحانات.
وإذا كان هذا تقدير عضو باتحاد الكرة "مع احترامي الشديد لصراحته مع نفسه ومع الناس" شارك في اتخاذ القرارات.. فما هو إذن تقييم أي شخص آخر خارج الاتحاد.. أعتقد أن اتحاد الكفتة لن يحصل علي أكثر من 5%.
المكالمة التليفونية المسربة ليست مجرد خبطة صحفية وإنما هي ثورة يجب أن تأتي تماما علي هؤلاء الأشخاص الذين أفسدوا كل شيء في اللعبة التي تعتبر المتنفس الوحيد للشعب تعوضه لما يراه في حياته اليومية من معاناة.