المساء
مؤمن الهباء
شهادة -دعوة لتحكيم العقل
ليس من مصلحة السعودية الشقيقة.. ولا من مصلحة مصر.. ولا من مصلحة العرب جميعاً أن تندلع حرب جديدة في الخليج.. المنطقة لا تحتمل.. ولو أن هناك عقلاء في إيران فلابد أن يفكروا بنفس الطريقة.. ليس من مصلحتهم أن ينزلقوا إلي حرب جديدة.. وقد ذاقوا ويلات الحرب المباشرة مع عراق صدام حسين لثماني سنوات. كانت باهظة الكلفة.. ويذوقون اليوم ويلات الحرب من وراء ستار في العراق وسوريا واليمن ولبنان.. ويدفعون أيضاً ثمناً باهظاً.. ولن يجنوا من ورائها شيئاً.
أي حرب جديدة في الخليج سوف تكون حرباً عبثية.. وستمتد نارها إلي عدة مناطق أخري ملتهبة.. ربما تصل إلي باكستان في الشرق والمغرب في الغرب.. ويقدر بعض المحللين أن مثل هذه الحرب إذا اندلعت ـ لا قدر الله ـ سوف تستمر لثلاثين عاماً قادمة.
لذلك فإن الأفضل والأصوب لكل الأطراف أن يحتكموا إلي العقل. ويعملوا علي التهدئة وعدم التصعيد وتجنب غواية الحرب وقبول الوساطات الموثوق فيها.. ورفض النعرات الطائفية والصياحات الجاهلة التي يمكن أن تجر المنطقة إلي دورة جديدة من الخراب والدمار.
أقول ذلك بمناسبة التحليلات التي بدأت تظهر في الصحف الغربية والأمريكية عن قدرات الجيش السعودي التسليحية في مواجهة قدرات الجيش الإيراني.. والنتائج المتوقعة للحرب في هذا المعسكر وذاك.. والمواقف الدولية التي ستساند هذا الطرف أو ذاك.. بل إن هناك من تطوع بحسابات دقيقة لقدرة السعودية وإيران الاستراتيجية علي الصمود في الحرب لثلاثين عاماً قادمة.
ومما يؤسف له أن بعضاً من كُـتَّـابنا العرب بدأوا يدقون طبول الحرب وهم سعداء.. متصورين أنهم بذلك يجاملون الشقيقة السعودية.. ويهللون لنصرها القادم علي الفرس المجوس.. وهم يعلمون جيداً أن الحرب إذا اندلعت فلن تبقي ولن تذر.. وأن آخر ما تحتاجه السعودية. وآخر ما يحتاجه العرب اليوم هو الدخول في حرب تستنزف قواهم وتردهم عشرات السنين إلي الوراء.. في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي البناء والتنمية وتطوير بلادنا.
هذه ـ والله ـ ليست دعوة للتخاذل.. ولا للتباعد عن الشقيقة السعودية.. بالعكس. هي دعوة لتحكيم العقل حتي لا نندم.. ولكن إذا فرضت الحرب. فنحن في معسكر السعودية وفداءً لها وللحرمين الشريفين.
كل ما أرجوه أن ندرك خطورة أن ننجر إلي حرب طائفية أو مذهبية أو دينية.. ستكون بالتأكيد فرصة لأعدائنا كي يروجوا سلاحهم لدي السعودية وإيران معاً. مثلما حدث في الحرب العبثية بين إيران الخميني وعراق صدام حسين. التي استمرت 8 سنوات عجاف.
ويجب ألا ننسي في هذا المقام أن صدام اندفع إلي تلك الحرب بمخطط أمريكي جهنمي.. اعتمد علي الإغراء والتضليل.. ولم يتعظ صدام.. فأخذه المخطط مرة أخري إلي غزو الكويت الشقيقة.. وفي النهاية أعدم صدام ومازال الشعب العراقي يدفع ثمن هذه الأخطاء الاستراتيجية من أمنه واستقراره وثرواته ووحدة أراضيه.
التجربة واضحة أمامنا بكل تفاصيلها.. وعلي العقلاء أن يمنعوا تكرار هذا السيناريو الخبيث واستنساخ الصراع القديم بين صدام وإيران مرة أخري.
هل سمعتم ما قاله دونالد ترامب. المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية صاحب التصريحات العنصرية الشهيرة المطالبة بمنع المسلمين من دخول أمريكا؟!.. يقول ترامب إن إيران تحاول فرض السيطرة علي المملكة العربية السعودية بأموال أمريكا.
ولا شك عندي في أن الرجل وأمثاله كثيرون في أمريكا وروسيا وغيرهم ينتظرون اشتعال شرارة الحرب لكي يسخروا من الإسلام والمسلمين الذين يكتبون نهايتهم بأيديهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف