مشهد احتفال محمد صلاح الهيستيرى بهدفه فى مرمى توتنهام الإنجليزى يوم الخميس الماضى يعكس بوضوح حالة الكبت التى يعانى منها نجمنا الشاب والتى دفعته إلى التصرف بشكل غير احترافى عندما رأى كرته تعانق الشباك بعد طول معاندة فقام بخلع التيشيرت لينال إنذارًا دون داع.
مسيرته الكروية بدأت مبكرًا فى نادى المقاولون العرب قبل أن ينتقل إلى صفوف بازل السويسرى الذى شهد تألقه اللافت مما دفع عديدا من الأندية الأوروبية الكبرى إلى التنافس من أجل الحصول على خدماته حتى انتهت الأمور بانضمامه إلى شيلسى مقابل ما يقرب من 12 مليون يورو.
الجماهير المصرية انتظرت أن يلعب نجمها الواعد أساسيا مع البلوز، لكن جوزيه مورينيو أبقاه على مقاعد البدلاء ولم يشركه إلا قليلًا مما أصابنا جميعا بالإحباط الذى وصل إلى درجة اتهام البعض منا لإدارة النادى اللندنى بالعنصرية! بعيدا عن المحاباة سأذكر لكم بعض الدوافع المنطقية التى جعلت أشهر مدرب فى العالم يتجاهل وجود صلاح رغم أنه كان من أشد المتحمسين له:
1- عدم تأقلمه السريع مع أسلوب لعب شيلسى الذى يختلف بشكل جذرى عن طريقة أداء بازل بحكم فارق المستوى بين الناديين واختلاف طموح كل منهما فى حصد جميع البطولات.
2- عدم قدرته على تحمل ضغط المباريات المتوالى، بالإضافة إلى قلة خبرته فى التعامل مع الاستحكامات الدفاعية القوية للفرق الإنجليزية التى تجيد غلق المساحات أمام المهاجمين.
3- لم يفلح فى صنع الفارق لصالح فريقه خلال اللقاءات الصعبة التى شارك فيها أساسيا مثل المواجهة أمام سندرلاند التى خسرها شيلسى بعد أن فشل صلاح فى استغلال الفرص التى أتيحت له.
4- تعاقد البلوز مع المهاجم البرازيلى الدولى ويليان الذى يلعب فى نفس مركز الفرعون المصرى، لكنه يمتاز عنه بإمكانات بدنية أكبر وبخبرة ميدانية أوسع فى الملاعب الأوروبية.
كل هذه الأسباب عجلت برحيله إلى فيورنتينا الإيطالى الذى فرح كثيرًا بالصفقة المجانية، خصوصًا بعد أن أثبت الوافد الجديد كفاءته الفنية وسجل فى كل المباريات التى خاضها منذ قدومه. التوقعات تشير إلى أن ابن النيل سيواصل رحلة تألقه مع الفيولا طبقًا للمعطيات التالية:
أولا: روح التحدى التى بداخله ستدفعه إلى بذل قصارى جهده كى يؤكد للجميع أن مورينيو ارتكب خطأ جسيما عندما قرر التفريط فيه بهذه السهولة دون أن يمنحه الفرصة الكافية لإثبات وجوده.
ثانيا: فيورنتينا ليس من أندية القمة فى الكالشيو ولا ينافس غالبا على لقب الدورى، لذلك ستقل الضغوط الجماهيرية والنفسية الواقعة على صلاح بصورة ستجعله يؤدى بأريحية تظهر إمكاناته الحقيقية.
ثالثا: دفاعات الفرق الإيطالية تقل كثيرًا فى الصلابة عن مثيلاتها فى البرمير ليج، الأمر الذى سيتيح له إمكانية تسجيل مزيد من الأهداف التى سترفع أسهمه وتزيد من شهرته.
رابعا: المنتخب المصرى لن يستدعيه كثيرًا خلال المرحلة المقبلة فى ظل عدم ارتباطه بمنافسات دولية مهمة وبالتالى سيتفرغ لفريقه ويركز معه بشكل كامل.
ادعوا معى بالفلاح لنجمنا محمد صلاح.