الأخبار
عاطف زيدان
كشف حساب -أبناء النيل
لدي قناعة تامة، بحتمية التكامل بل والوحدة الكاملة، بين مصر والسودان. وأظن ان هذه القناعة ايضا متوافرة في نفوس قيادتي البلدين، بدليل ان البلد العربي الوحيد الذي زاره الرئيس السيسي 3 مرات هو السودان، ونفس الأمر بالنسبة للرئيس البشير. اقول هذا بمناسبة التصريحات الطيبة التي أدلي بها وزير خارجية السودان الشقيق مؤخرا، والتي لمست من خلالها عمق الأواصر والترابط بين أبناء وادي النيل، وأن مايردده البعض عن دور سلبي للسودان في قضية سد النهضة ليس سوي محاولة خبيثة لبث الفرقة والفتنة بين شعب واحد يعيش في بلدين. قال الدكتور إبراهيم غندور بشكل واضح إن الأمن المائي المصري هو أمن السودان، ووصفه بأنه خط أحمر وأكد أن إثيوبيا لن تنعم بسد النهضة، إذا لم تنعم مصر والسودان معا به.
كلام الوزير السوداني طمأن قلبي. فالسودان الشقيق الذي أعرفه مازال كما هو، يحب الخير لمصر، وأزعم انه يحلم بالتكامل الحقيقي معها. انني احمل السياسيين في البلدين علي مر العصور مسئولية تأخر وتيرة التكامل. هل يعقل ان ينشئ البلدان 27 شركة للتكامل في السبعينيات ينتهي بها الحال إلي شركتين فقط حاليا ؟! هل يصدق عاقل ان السودان لديه 200 مليون فدان صالحة للزراعة، لايتم استخدام سوي اقل من 8% منها؟ أليس عيبا ان يكون حجم التبادل التجاري بين البلدين اقل من مليار دولار سنويا ! آن الأوان لإعلاء لغة التعاون والتكامل علي لغة الشكوك وافتعال المشاكل.. آن الأوان للتكامل الحقيقي وإزالة كل القيود امام انسياب التجارة وانتقال الاشخاص ورؤوس الاموال من اجل شعب ينعم بحياة طيبة، حتي وإن ظل مقسما بين شمال الوادي وجنوبه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف