الأخبار
حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! رفقا أيها الموت
بكل هذه البطولات.. والانجازات.. أثري نور الشريف حياتنا فكيف لا يصدمنا رحيله عنا؟! وقبل حمادة امام وحمدي أحمد، وممدوح عبدالعليم كان الرحيل الصادم ايضا لكاتبنا الكبير العزيز «جمال الغيطاني

كأنه لا يكفينا أن تصدمنا كل يوم أخبار سقوط شهداء جدد من رجال الشرطة وقواتنا المسلحة الذين يعزينا في رحيلهم أنهم ـ بالتأكيد ـ شهداء عند الله ينعمون بالشهادة وجنة نعيمه، لكي ينقض الموت علي عدد من نجوم حياتنا من الفنانين والرياضيين، ولا نملك في كل مرة سوي ان تذرف عيوننا دموعها، وتلهج ألسنتنا بالدعاء لهم بالرحمة، ولأنفسنا ولأهلهم بالصبر والسلوان، ولبلدنا بأن يعوضنا الله خيرا في كل من كان من أسباب البهجة والمتعة والسعادة لنا وكان بالتالي من أعمدة قوة مصر الناعمة.
بالامس فقدنا نجم الزمالك ومصر.. ثعلب الملاعب.. «الكابتن حمادة إمام» الذي مثلما خطف الأنظار منذ صباه بذكائه ومهاراته الكروية وقدراته في تسجيل الأهداف، خطف القلوب بدماثة أخلاقه ورقي تعاملاته، وخفة الدم في تعليقاته وحواراته، ثم خطف العقول بأدائه معلقا رياضيا له أسلوبه الخاص المتميز، وإداريا متوازنا وخبيرا مما أهله ليشغل منصب «نائب رئيس اتحاد الكرة»، هذا الي جانب دوره العسكري كعقيد في المخابرات الحربية.
بكل هذه المهارات والانجازات والصفات ملأ «حمادة امام» حياتنا فكيف لا يصدمنا رحيله عنا؟!
وقبله بيومين فقط كان رحيل الفنان الكبير «حمدي أحمد» إثر أزمة قلبية لتفقد حياتنا الفنية والثقافية والسياسية نجما لم تغب عنه الاضواء حتي بعد ان توقف عن العطاء في مجاله الاصلي الذي لمع فيه وتألق بدوره الرائع في «القاهرة 30» بشخصية «محجوب عبدالدايم» الي جانب دوره في فيلم «الأرض» وغيرهما من الافلام والمسلسلات والمسرحيات، ولان «حمدي أحمد» كان ممثلا فريدا في نوعه معجونا بطين مصر، اضاف لابداعه الفني ابداعا آخر في مجال الفكر والعمل السياسي ثم إبداعا آخر في مجال العمل البرلماني ليصول ويجول في مجلس الشعب الذي نال عضويته في 1979، (بكل هذه العطاءات والانجازات أثري «حمدي أحمد» حياتنا.. فكيف لايصدمنا رحيله عنا).
وقبل حماده امام، وحمدي أحمد بأيام كان الرحيل المفاجئ جدا للفنان «ممدوح عبدالعليم» الذي اختطفه الموت وهو يمارس رياضته اليومية ويستعد لأداء دور جديد في الجزء السادس من «مسلسل ليالي الحلمية» الذي ذاع فيه صيته بشخصية «علي البدري» وقد تواصل عطاؤه من خلال ثمانين عملا سينمائيا وتليفزيونيا من أبرزها ايضا دوره في فيلم «بطل من ورق» الذي قدم خلاله شخصية «الكاتب رامي قشوع»، وقد تميزت أدواره بالتنوع الهائل حتي اعتبره البعض «أستاذ فن تقمص الشخصيات، كما اعتبره رمزا لجيل الثمانينات من المبدعين المتألقين فنا وخلقا ووطنية.
بكل هذه العطاءات والصفات ملأ ممدوح عبدالعليم حياتنا فكيف لا يصدمنا رحيله عنا؟! وقبل رحيل حمادة امام وحمدي احمد وممدوح عبدالعليم بأيام كان رحيل الفنان العظيم نور الشريف الذي صدمنا موته بالرغم من أننا كنا نتابع تطورات مرضه الاخير بقلق شديد، وكان من الطبيعي ان تبرز أمامنا ـ وسط غلالة الحزن العميق ـ أدواره وبطولاته التي وضعته عن جدارة وسط كبار نجومنا المتفردين أداء وخلقا وثقافة ووطنية وقومية.
بكل هذه البطولات.. والانجازات.. أثري نور الشريف حياتنا فكيف لا يصدمنا رحيله عنا؟!
وقبل حمادة امام وحمدي أحمد، وممدوح عبدالعليم كان الرحيل الصادم ايضا لكاتبنا الكبير العزيز «جمال الغيطاني» والمتفرد بصوته وأسلوبه «سامي العدل» و«الكابتن ابراهيم يوسف» و«الكابتن الشاذلي» نجم الترسانة ومصر و«الفنان سعيد طرابيك»، وقبلهم كان الخبر المدوي عن رحيل «فاتن حمامة» و«عمر الشريف».
هكذا في أيام ـ أو قل في شهور قلائل ـ اختطف الموت نجوما كنا ننتظر المزيد من عطائهم الفني والرياضي العظيم حتي كدنا نقول «رفقا أيها الموت مهما كنت تحمل معك من الدروس والعبر والعظات».
وقلبي مع من هزهم وصدمهم فراق أحبابهم، وآخرهم أسرة الراحل العظيم «حمادة امام» (الزوجة الفاضلة الاستاذة الدكتورة «ماجي الحلواني» والثعلب الصغير «حازم» وشقيقه «اشرف») وكذا الزميلة «شافكي المنيري» زوجة عزيزها وعزيزنا الفنان ممدوح عبدالعليم، وكذا زوجة وأسرة الفنان الكبير «حمدي أحمد».. وأسر كل من رحلوا عن دنيانا.
والمؤكد انه لا يشعر بحجم وعمق الحزن الذي يفجره رحيل من نحب ويكون رفيق الحياة، إلا من ذاق مرارة هذا الحزن، وصدمة الفراق الأبدي، وهذا ما عانيته وأعانيه أنا شخصيا منذ رحيل زوجتي حتي أنني لا أكاد أصدق أنها رحلت عني بالفعل!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف