عندما تحدثت أمس الأول عن ضرورة بناء رؤية جديدة للمنتج السياحى المصرى ترتكز إلى تكثيف الاهتمام بالعمق الخلفى على امتداد أرض مصر فإننى كنت أقصد -كنقطة بداية - نقاط التماس القريبة من القرى والمنتجعات السياحية المعروفة والتى تشمل كل مساحة الإقليم الذى تنتمى إليه المدن والمنتجعات السياحية... وما يمكن أن يجده السائح فى هذا العمق الخلفى من عناصر جذب للتسوق أو الاستمتاع بالفنون والعادات التى لم يسبق له رؤيتها من قبل.
ويؤسفنى أن أقول: إن هناك بونا شاسعا بين مستوى القرى والمنتجعات السياحية وبين الحال المتواضع للمدن والقرى التى تمثل العمق الخلفى لها سواء من ناحية الخدمات والنظافة أو التأهل الصحيح الذى يلائم متطلبات تقديم خدمة سياحية جاذبة فى التسوق أو التنزه أو قضاء وقت ممتع لمشاهدة الفنون الشعبية للإقليم وتناول قدح من الشاى أو القهوة فى مكان لائق يحمل فى جنباته عبق التاريخ وأصالة التراث.
لقد رأيت بعينى خلال إجازة قصيرة قبل أيام فى ساحل خليج السويس والبحر الأحمر هذه المناطق التى تقع على خطوط التماس المباشرة مع سلسلة المدن والمنتجعات السياحية والتى كانت قد حدثت بها بعض تطورات إيجابية على مدى السنوات التى سبقت أحداث يناير 2011 إلا أن الأمانة تقتضى الاعتراف بأنها ما زالت دون المستوى المطلوب!
إن السائح الذى يطير آلاف الأميال قادما من وطنه إلينا لا يحلم فقط بأن تقتصر مدة إقامته على جولات محدودة فى إطار محدود يتمثل فى مشاهدة الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية أو ممارسة هواياته فى الغطس والسياحة الشاطئية، وإنما هذا السائح لديه أحلام وتطلعات أوسع لمزيد من الاستمتاع ومزيد من المعرفة وبالذات فى الإقليم الذى تحددت فيه رحلته السياحية.. ومن ثم فإننا مطالبون بسرعة الخروج من أفق الرؤية المحدودة لعناصر الجذب السياحي... ويكفى أننا أضعنا سنوات طويلة تحت وهم الاعتقاد بأن مجرد وجود سدس آثار العالم لدينا كفيل بتحقيق العائد السياحى المنشود وما أكثر الشكايات التى سمعتها من العاملين فى قطاع السياحة وينتظرون الفرج لقرارات جريئة تعيد للسياحة رواجها بأفكار غير تقليدية!
خير الكلام:
<< الماء البعيد لايطفيء الحريق القريب... والجار القريب خير من صهرك البعيد !