ظهرت كوكبة جديدة من معلقي مباريات الكرة.. وهي كوكبة رائعة لا تستطيع أن تميز أحدهم علي آخر فضلاً أننا لا نعرف أسماءهم بعد.. فلم ينالوا من الشهرة والأضواء ما يستحقون.. ولا أدري هل هؤلاء هم الذين أفرزتهم لجنة فهمي عمر أخيراً أم لا.. علي العموم.. هذا هو الجيل الثالث من المعلقين الشوامخ الذين كانوا السبب في شعبية هذه المجنونة المستديرة التي كانت السبب في جنون مصر كلها.. منذ الخمسينيات حتي الآن.. وإن كان قد خف الحماس الآن خاصة للأندية بالذات.. ولكن مازال الفريق القومي له اهتمام خاص وذلك بعد ثورتي يناير ويونيو.
***
كان الرائد الأول لمعلقي كرة القدم المرحوم محمود بدر الدين.. أول سكرتير "حقيقي" لاتحاد الكرة.. بعد أن كان يدير الاتحاد محمد حيدر باشا الرئيس الدائم للاتحاد يساعده رجل أمي لا يعرف القراءة والكتابة ضعيف البصر جداً هو عم حسن عبدالدايم يربط ختم الاتحاد بفتلة في إصبعه!! لم تكن هناك دفاتر ولا حسابات ولا موظفين.. كان حيدر باشا يأخذ إيرادات الاتحاد أولاً بأول وإعانة الدولة ويصرف منها.. وكراسة عادية من كراسات التلاميذ يدون فيها الإيرادات والمصروفات ويضعها في درج مكتبه بالاتحاد.
وذات مرة نجح محمود بدر الدين كعضو مجلس إدارة بالاتحاد فقرر تقديم استقالته من مجلس الإدارة ليعمل مديراً متفرغاً لاتحاد الكرة.. فأنشأ اتحاداً بحق.. حسابات ومسئولون عن التحكيم وعن المسابقات وغيرها.
وقام بتعيين عبدالمنعم الديب وصبحي نصير مساعدين للمدير!!.. وتليفونات محلية ودولية وفراش وبوفيه.. اتحاد بحق.. ساعد بدر الدين في البداية فوز فؤاد سراج الدين رئيساً للاتحاد وقام بالتمويل في البداية.. ثم تطورت الأمور بإدخال نظام الدوري العام وكأس مصر.. واستضافة مصر للفرق الأجنبية وكثرت أموال الاتحاد حتي أصبح يرد إعانة الدولة التي ترسلها وزارة الشئون الاجتماعية وقدرها 470 جنيهاً وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وكان يرسل مع الإعانة خطاب شكر يقول بدر الدين فيه إن الاتحاد يكسب هذا المبلغ من أي مباراة أجنبية!! فهو الذي أحضر فريق المجر برئاسة بوشكاش عام ..1954 مثلاً.
***
أعود إلي حكاية التعليق علي المباريات فأقول:
كان بدر الدين هو "المعلق الأول في مصر" كان الأول في الترتيب والأول في الامتياز وجذب المستمعين فلم يكن هناك تليفزيون بعد.
كان بدر الدين هو قائد أول جيل من المعلقين العظام مثل محمد لطيف ومحمد أبوالعز وعبدالمنعم الديب وعفت وحسين مدكور وإبراهيم الجويني وعلي زيوار وعلاء الحامولي.. ثم جاء الجيل الثاني برئاسة الشربيني وشوبير ومحمود بكر وحمادة إمام والحمامصي ومحمد حسام وجلال قريطم ومحمود إمام.
وبعد هذه الشوامخ.. انحدر مستوي التعليق فترة وتم تشكيل لجنة برئاسة فهمي عمر لاختيار "أشبال جدد".
***
وكان رسامو الكاريكاتير "يصطادون" أخطاء المعلقين.. كان رمسيس بالذات هو "بعبع" المعلقين.. فقد تسبب في شطب اسم معلق.. هو اللواء محمود إمام.. كانت المباراة النهائية علي كأس وزارة الداخلية بين فريقين من إدارات الوزارة.. والمفروض أن كل المشتركين في المباراة من رجال الشرطة.. الحكام والمراقب حتي معلق المباراة.. حدث أن تعادل الفريقان وتقرر لعب وقت إضافي 15 دقيقة علي شوطين.. كان الميكرفون مفتوحاً علي الهواء فصرخ اللواء محمود إمام قائلاً:
وقت إضافي إيه.. مراتي تنتظرني الآن علي رصيف عملها في وسط البلد.
وإذا بصفحة كاملة كاريكاتير في مجلة "الأهلي" لمحمود إمام يقول:
ابتدوا سخنوا الأكل.. ناقص خمس دقائق.
ياه.. فيه وقت ضائع 3 دقائق.. استنوا شويه!!
الحمد لله.. هدف.. مفيش وقت ضائع تاني.
حضروا السفرة!!
علي فكرة.. عندكم عيش كفاية؟
أجيب بطيخة معايا؟؟
رحم الله بدر الدين الذي لم يأخذ حقه ومحمود إمام ورمسيس وكل شوامخ زمان.