أسمع كلامك يعجبني.. أشوف أمورك أستعجب.. مثل شعبي أتذكره وأنا أقارن بين ما تبثه قناة الجزيرة من مواد ثورية ومناصرة لحق الأفراد والمجتمعات في الحرية والعدالة الإنسانية وبين الممارسات التي يطبقها أصحاب القناة وممولوها وهم حكام إمارة قطر.
ناصرت الجزيرة ثوار الربيع العربي ومع ان الرياح أتت ـ في ثورات ليبيا وسوريا واليمن ـ بما لا تشتهي السفن وكادت مصر تدفع ثمنا قاسيا لولا إقدام الشعب علي تصحيح المسار.. مع ذلك فقد ظل الكثيرون يتابعون برامج الجزيرة المعادية لمظاهر الاستعمار والقهر والاستعباد ثمة من تنبهوا للواجهة الزائفة التي تمثلها الجزيرة في حياتنا العربية وثمة من أخذهم معسول برامجها وإجادتها خلط القليل من الحقائق بالكثير من الأكاذيب.
لكن الإعلام الغربي يطالعنا ـ في الفترة الأخيرة ـ بأدلة موثقة عن أوضاع العمال الأجانب في قطر والتي اختزلها في التأكيد علي انها عبودية زماننا الحالي!
أصل المشكلة هو نظام الكفيل الذي لا يقتصر ـ للأسف ـ علي قطر وحدها لكنه يشمل كل أقطار الخليج وان جعلته الدوحة عقاباً يعاني العامل تأثيراته بمجرد أن يدخل البلاد.
أضاف إلي المشكلة وزادها تعقيداً وقسوة حين بدأت الدوحة تنفيذ مشروعات مباريات كأس العالم المقرر اقامتها في 2022 خاض بلاتر معركة ليدحض الاتهام بتقاضي رشوة هائلة حتي تحصل الدوحة من الفيفا علي حق إقامة المباريات علي ملاعبها. بل ان بلاتر يواصل الآن معركة فساده بالسعي لاختصار مباريات كأس العالم في قطر فلا تتجاوز شهرين في الشتاء حتي لا تؤثر حرارة الجو علي المباريات.
آلاف العمال ينتمون إلي جنسيات آسيوية استقبلتهم قطر للعمل في مشروعات كأس العالم ومشروعات أخري يفرضها الإلحاح علي الواجهة المتمدنة التي يطلبها حكام الدوحة لم يعد في استطاعتهم العودة ـ تحت شروط الكفالة ـ إلي بلادهم وتحولوا لعبيد يعملون في أقسي الظروف المناخية ويفتقدون أبسط مقومات الحياة ومن يفكر في العودة إلي بلاده واجهته مشكلة جواز السفر لدي الحكومة القطرية.
الإحصائيات تؤكد وفاة أحد العمال الأجانب كل يومين في قطر نتيجة لظروف العمل السيئة بينما قناة الجزيرة تواصل برامجها الداعية إلي حرية الإنسان ورفض الظلم والقهر والديكتاتورية تسيء المشكلة إلي العرب ـ باعتبار قطر إمارة عربية ـ عندما تعلن شركة أمريكية عن استعدادها للمساعدة علي تحرير هؤلاء العبيد وإعادتهم إلي أوطانهم وهو عرض مظهري لأن تلك الشركة هي نفسها التي تتولي الإشراف علي مشروعات البناء لمباريات كأس العالم.