الأهرام
مرسى عطا الله
برلمان 30 يونيو!
هو بالفعل برلمان ثورة 30 يونيو والقول بذلك لا يعنى انتقاصا من قدر وأهمية سابق الثورات التى شهدتها مصر بدءا
بثورة عرابى عام 1882 ومرورا بثورة عام 1919 ووصولا إلى ثورة 23 يوليو 1952 وما تلاها من حركات تصحيحية أو انتفاضات جماهيرية فى أعوام 1971 و 1977 و 1986 و2011.

والذين يتمنون لمصر أن تمضى فى طريقها عليهم أن يتوقفوا عن الاستقطاب السياسى الذى يجرنا إلى الخلف لأن ما يحدث اليوم باسم التشيع الموزع بين 25 يناير و30 يونيو لا مبرر له وفى النهاية فإن العبرة بالنتائج وبمجمل الحصاد للتاريخين اللذين يستحيل شطبهما من كراسة التاريخ.

إن العمل السياسى شيء وكتابة التاريخ شيء آخر فلنترك للمؤرخين مهمة توصيف كل حدث ونتائجه طبقا للقواعد العلمية فى تعريف الثورات وأهمها أن الثورة عمل إيجابى لتغيير الواقع المعاش بأكثر من كونها إسقاط نظام وإحلال نظام آخر... وهذا هو مربط الفرس الذى يميز بين إرهاصات الثورة وبين اكتمال مقومات الثورة!

وأنتقل بسرعة إلى الجزء الأهم فى حديث اليوم حول وقائع الجلسة الافتتاحية لبرلمان 30 يونيو وأقول إنه برغم أية ملاحظات على المشهد الذى تابعناه على شاشات التليفزيون لابد من الاعتراف بأن روحا جديدة بدأت تسرى فى الأداء البرلمانى، ولا ينتقص من هذه الروح الإيجابية أية شوائب فتلك هى طبيعة الممارسة البرلمانية فى كل دول العالم من شد وجذب وصراخ وعراك يظل محمودا طالما أنه لا يتجاوز حدود اللياقة والأدب والانضباط السياسى والأخلاقي!

وسوف يذكر التاريخ البرلمانى لمصر أن هذا المجلس الذى يضم معظم الشرائح السياسية والاجتماعية بشكل لم تعرفه برلمانات مصر قبل ثورة 23 يوليو وبعدها خصوصا فى نسبة تمثيل المرأة والشباب قد نجح فى إعطاء صورة ديمقراطية مشرفة أدت إلى انتخاب رئيس البرلمان ووكيليه من وجوه جديدة وغير مألوفة حيث لم يسبق لأحدهم أن تولى من قبل منصبا قياديا تحت القبة.

ومهما قيل عن تربيطات وائتلافات وتحالفات كان لها الدور الأكبر فى حسم انتخابات الرئيس والوكيلين فإن تلك هى طبيعة العمل البرلمانى فى كل دول العالم وليست بدعة جديدة لكى تكون محل انتقاد من الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب!

خير الكلام:

<<بعضهم كحمار السوء إن أشبعته ركل الناس.. وإن جاع نهق!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف