جمال نافع
عبر الاثير - العلاج بالقرآن الكريم
فى إحدى عربات مترو الانفاق لاحظت إعلانا قد ملأ العربة عن مركز للعلاج بالقرآن والحجامة، وكتب فيه علاج المس، السحر، الحسد والحجامة، وذيل باسم يسبقه لقب الشيخ وتليفونه المحمول.
ولأننى أعلم علم اليقين أن الإعلان ليس لوجه الله، ولكنه لسلب ما فى جيوب الناس، فقد إستغربت أن يكون هناك من ينخدع فى أمثال هؤلاء ممن يستغلون دين الله وكتابه الكريم فى النصب، بزعم أنهم متخصصون فى العلاج بالقرآن.
وعندما بحثت عن »العلاج بالقرآن الكريم« على النت، ففوجئت بملف شامل عن »علاج جميع الأمراض بالقرآن الكريم«، و«وصفة سحرية من القرآن الكريم لعلاج جميع الأمراض«، هكذا جميع الأمراض!!!
فهل القرآن كتاب الله المقدس المعجز كما نعلم، أم كتاب علم نستقى منه علم الطب والهندسة والزراعة والفلك وغيرها من العلوم؟ وإذا كان كتاب علم فما حاجتنا الى كليات الطب والهندسة والعلوم؟ ولماذا لا نغلقهم مكتفين بعلم القرآن الكريم؟ وهل من يدعى العلاج بالقرآن الكريم عندما يمرض هو أو أحد من أسرته يكتفى بقراءة بعض سوره على المريض، أم يذهب به للطبيب ليعالجه؟
إن من يدعى أن القرآن الكريم يعالج جميع الأمراض إنما يدعى على الله ورسوله مالا يقولانه، فالقرآن الكريم فيه هدى ونور، وشفاء لأمراض الصدور، يهدى الله به من يشاء من عباده، وليس معنى أنه شفاء أن نترك التداوى بالطب، فلا تحملوا القرآن مالا يحتمل، وليبحث النصابون لأنفسهم عن وسائل أخرى للنصب والشعوذة بعيدا عن كتاب الله، ولعل شيوخ الدين يكون لهم موقف واضح وصريح من هذه الأباطيل، ويتبقى الدور الهام الذى يمكن أن تلعبه نقابة الأطباء ضد مدعى العلاج بالقرآن، والشرطة فى القبض على هؤلاء النصابين، فعناوينهم معروفة وإعلاناتهم تملأ الأفاق.