مع كل مآساة وأي مهزلة تصدر عن اتحاد الكرة.. يقف وزير الرياضة مشاهداً.. لا يعلق سوي بالعبارة المحفوظة.. "الاتحاد سيد قراره" شارحاً أنه لا أحد يستطيع المساس بكيانه دون حكم قضائي يلزم بالمحاسبة أو الحل!!!
لذا.. ازدادت الفضائح ولم تعرف حدوداً ولا نهاية.. تحت رئاسة شخص طيب القلب. دمث الخلق. لا يجيد فن الادارة والقيادة.. لاسيما في ظل تواجد أعضاء يتصارعون. ويتصادمون من أجل مصالح ذاتية ومآرب شخصية.. وعلي رأسهم ذلك الذي يزعم فهمه وحفظه للوائح والقوانين.. فيتدخل في كل كبيرة وصغيرة ويحشر أنفه فيما لا يعنيه..!!
بدأت المآسي بخروج المنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم الماضية بخسارة فادحة أمام غانا.. ثم فشله في الوصول لنهائيات افريقيا ثلاث مرات متتالية.. مروراً بالانتكاسات التي أصابت معظم الفرق الوطنية.. وآخرها المنتخب الأوليمبي الذي خيب آمال الملايين..!!
حدث هذا نتيجة التخطيط السييء.. والاختيار الأسوأ لمن يدير ويدرب.. إلي جانب التخبط والارتباك الذي ساد معظم اجتماعات ولجان المجلس.. ولعل فضيحة مباراة السنغال.. ترجمت الحال الذي آل إليه "الاتحاد" من فشل وإخفاق!!
الغريب أن معظم الأعضاء متشبثون بمقاعدهم.. رغم ما يتعرضون له من إهانات واتهامات.. يكفي أن أحدهم استمع لاهانته من قبل أحد رؤساء الأندية.. ووقف عاجزاً.. متعللاً بأن من أهانه له من المكانة والمحبة ما يسمح له بذلك.. ثم يأتي عضو آخر ليعلنها علي الملأ أن الاتحاد بأعضائه وهيئاته ولجانه تحت إمرة رئيس النادي.. وسيلبي طلباته غصباً عن الكبير.. والأغرب أن يوصم نائب رئيس لجنة الحكام بأنه "دلدول".. فيتواري ويسارع ببذل أقصي جهده لينال رضا سماحة من وصمه بتلك الصفة..!!
ثم كانت الطامة الكبري.. حينما تسربت "محادثة" بين المدير التنفيذي ومسئول الحكام.. لتكشف عن مدي الانحدار.. وتوضح سيطرة "المدير" علي آراء ومواقف أغلب أعضاء الاتحاد.. وتبين حرص مسئول الحكام علي تعيين حكام بعينهم لناد معين.. مهدراً مبدأ تكافؤ الفرص.. وضاربا بشعار اللعب النظيف عرض الحائط..!!
ما يثير الدهشة والحزن معاً.. أن هذه الأحداث المسيئة.. لم تلق من يتصدي لها.. ولم تصادف من يقف عندها.. ويتخذ قرارات حاسمة.. واجراءات صارمة تحد من المهازل.. وتعاقب أبطالها.. وتطهر الساحة من أفعالهم وسلوكياتهم المشينة..!!
لقد غاب الضمير. وسيطرت الآنا.. واحتدم الصراع بين أعضاء الاتحاد.. واهتزت مكانة الحكام.. وتراكمت الاخفاقات والهزائم.. وساءت سمعة الكرة المصرية في المحافل الدولية.. ومع هذا مازالت "حمرة الخجل" لا تعرف طريقها إلي الوجوه المسئولة.. فتقدم بالاستقالة.. ولا سيادة الوزير أقدم علي خطوة واحدة.. تنقذ "الرياضة" من السقوط في الهاوية..!!