يعطي الرئيس عبدالفتاح السيسي جانباً رئيسياً من اهتماماته لتوفير فرص العمل للشباب.. نسبة البطالة في مصر تصل حسب المعلن!! نحو 13%.. ولكن من المؤكد انها تفوق هذا الرقم.. وإيجاد فرصة عمل يتطلب استثمارات وقد تصل تكلفة إيجاد فرصة واحدة للعمل إلي مئات الألوف من الجنيهات.. وأحيانا تصل إلي الملايين.
وقد تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي في أحد خطاباته عن فلسفته في التوجه نحو المشروعات كثيفة العمالة مثل مشروع العاصمة الجديدة علي سبيل المثال.. فهذا المشروع سوف يحتاج إلي مئات الألوف من العاملين في كل المهن وكل التخصصات.. كما أنه سيتيح الفرصة لمئات من المصانع تعمل في توفير الخامات والمعدات التي يحتاجها المشروع.. وبالتالي مزيد من فرص العمل من ناحية.. ومزيد من تنشيط ودعم الاقتصاد من ناحية أخري.. وعكس هذا يمكن أن نقوله لو كان هناك مشروع صناعي ضخم يتكلف عدة مليارات من العملة الصعبة ويستغرق عدة سنوات في البناء وتركيب الأجهزة والآلات والمعدات ثم يبدأ انتاجه بعد سنوات مثل هذا المشروع علي أهميته.. وضرورته أيضاً.. لا يتيح توفير القدر الكافي من فرص العمل.. لا في مرحلة البناء والتشييد.. ولا في مرحلة التشغيل وبدء الانتاج.. فمثل هذه المصنع مع تكلفتها الضخمة تتيح فرصاً قليلة للعمالة.. عادة عدة مئات فقط.. ولو افترضنا ان عدد العاملين سيصل فيه إلي خمسمائة عامل وتكلف المصانع مثلاً ثلاثةمليارات جنيه فإن تكلفة إيجاد فرصة العمل تتجاوز عدة ملايين من الجنيهات.. كما ان الانتاج لن ينعكس بسرعة علي المجتمع.. لقلة العمالة من ناحية.. ولتأخر الانتاج لسنوات من ناحية أخري.. ولكن هذا كله في النهاية لا يعني إهمالاً أو التغاضي عن الاقدام علي الاستثمار في هذه المشروعات الكبري.. وانما يعني البدء بخلق فرص عمالة كثيفة.. تنعكس علي المجتمع والاقتصاد في إيجاد فرص عمل.. وخلق مئات الألوف من الأسر الجديدة.. ودوران عجلة الاقتصاد بسرعة.. وهذا المعني غاب عن الكثيرين.. كما أن الكثيرين لم يتنبهوا إلي ما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يعنيه بحديثه عن المشروعات التي تتيح فرص عمالة واسعة وبتكلفة أقل لإيجاد فرصة العمل..
الآن يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي مرحلة جديدة من اهتمامه بالشباب.. وبإيجاد فرص العمل لهم.. فهو يخصص عام 2016 كعام للشباب. سوف يكون اهتمام الدولة كلها في هذا العام موجهاً إلي الشباب.. وسوف يكون علينا فيه أن نخطط لما يقدم لهذا الشباب طوال عام بأكمله.. وبطبيعة الحال سيستمر الأمر كذلك بعد هذا العام..
وقد بدأ الرئيس السيسي عام الشباب بالعمل علي حل مشكلة البطالة وذلك حين خصص عن طريق البنوك خمسين ملياراً من الجنيهات في كل عام وعلي مدي أربعة أعوام لإقراض الشباب لكي يبدأ في مشروعات صغيرة ومتوسطة تتيح في مجموعها فرص العمل والحياة من خلال 350 ألف مشروع توفر العيش الكريم لنحو أربعة ملايين مواطن.. ومع هذا العيش الكريم والحياة الجديدة تدور أيضاً عجلة الاقتصاد.. ويتاح من خلال دورانها المزيد والمزيد من الفرص.. وهكذا..
وقد حرص الرئيس في مطلع عام الشباب علي احتضان مجموعة من الشباب الذين قدمهم معه علي المنصة وهو يلقي خطابه في الاحتفال بيوم الشباب المصري. من ذوي الاحتياجات الخاصة ليقدم القدوة النموذج للشباب الذي تتواجد أمامه آلاف الفرص للعمل ويتمنع.. ويحجم عن اغتنام الفرصة لأنه لا يريد أن يبدأ من الصفر.. أو لا تعجبه المهنة.. أو الوظيفة فهؤلاء الشباب بدأوا من الصفر.. وتغلبوا علي إعاقتهم.. وقهروا ما كان يمكن أن يكون مستحيلاً بالنسبة لهم.. ونبغوا.. وفرضوا إرادتهم.. فهل بعد هذه القدوة والنموذج.. يمكن أن يتمنع الشباب.. ويحجم عن قبول أي عمل يعرض عليه انتظاراً لما قد لا يصل.. واستمراراً في الاعتماد علي الأسرة.. أو استمرارا في عدم اعالة الأسرة التي ربت وأنفقت.. وتنتظر أن تري أبناءها علي الأقل يعولون أنفسهم!!
الرئيس يبدأ عام الشباب.. وقد فتح أبواب الأمل للكثيرين.. بتدريب الشباب علي القيادة.. وبفتح آفاق وفرص العمل.. واتاحة مصدر رزق شريف..
الرئيس يبني.. ونحن مطالبون بأن نبني معه.. وسنبني الوطن بإذن الله ليستعيد قدراته.. ويحقق الانطلاق إلي المكانة التي يستحقها الوطن.. أما الذين لا يعرفون قدر هذا الوطن.. بل لا يشكل الوطن جزءاً من اهتماماتهم.. فإنهم يهدمون.. ويخربون ويدمرون.. ولكن هذا الشر لابد إلي نهاية.. ومهما طال فإن الخير في النهاية لابد أن ينتصر.. وسوف ينتصر بإذن الله.. ويبقي الوطن.. ويدخل أبناء الشر إلي مزبلة التاريخ..