لسنا بحاجة لتكرار أهمية التعليم في تقدم الأمم، ولسنا بحاجة أيضا لإعادة تكرار الكلمات والعبارات العاطفية، التي
تدغدغ المشاعر والسلام، والتي جعلت منه كالماء والهواء، بلا طعم أو لون أو رائحة.
لكن في هذه اللحظات المهمة من تاريخ مصر، نحن بحاجة ضرورية لشحذ الهمم، والتعامل مع قضية التعليم بمزيد من الجدية، حتى يكون لنا مكان راس في المستقبل، فالعمل على وضع خطة عاجلة لتحديد الأولويات الخاصة بإحداث طفرة فعلية في هذا الفضاء، تتجاوز المعاني الرنانة، مسألة ملحة، وتتطلب زيادة مساحة الاجتهادات.
وقد تم إعداد الكثير من الدراسات، وكتبت العديد من المقالات، وعقدت مئات بل ربما آلاف الندوات، التي تحدثت عن التعليم وأهمية تحسين المستوى، باعتباره القاطرة التي تدفع الأمم نحو المستقبل.
في هذا السياق، لم يتوقف الأهرام يوما عن المشاركة بأنواع مختلفة من الأدوات العلمية، وقدم رؤى متباينة، أملا في تحقيق الطفرة المنتظرة، ولا يزال يواصل المسيرة.
وبصرف النظر عن مدى الاهتمام بما كتب وطرح من قبل، فإن اللحظة الراهنة، تفرض على جميع القوى الوطنية المساهمة بالكلمة، وتقديم الأفكار، طبعا إلى جانب المزيد من التشريح العلمي، وفقا للمعطيات الحالية لواقع التعليم المصري، لأن ذلك هو المدخل الطبيعي للنهضة.
نهضة لن تتحقق بدون الاعتراف بالأخطاء، والعمل سريعا من أجل تصحيحها، ووضع الروشتة اللازمة، روشتة علاج تتواءم مع حجم الهموم والمشكلات، التي يجب مواجهتها برؤى تتسم بالشفافية والموضوعية، وتبتعد عن المجاملات التقليدية، التي نخرت في الكثير من المؤسسات التعليمية، وكانت حصيلتها ما نحن فيه من تراجع وترهل وتدهور، أفقدنا ريادة تاريخية نادرة.
على هذه الصفحة أربعة مقالات مهمة، يتناول كل منها جانبا محوريا في قضية تشغل بال كثير من الأمم الصاعدة، عنوانها الرئيسي التعليم وصناعة المستقبل، لكن العناوين الفرعية تنطوي على مجموعة من التفاصيل، لا غنى عنها، كتبها نخبة من الخبراء والمتخصصين..