الأهرام
على بركة
نجم الشباك
قد لا يعرف أبناء الجيل الحالى مَن هو حمادة إمام ؟
فهو ثعلب الملاعب الذى شغل الدنيا والناس فى عصره كما شغلهما من قبل ومن بعد عبد الكريم صقر ومحمود الخطيب ومحمد أبو تريكة .

وقد قرأت الكثير والكثير عن الرجل ـ بعد رحيله ـ بأقلام الزملاء، ولكنى أتصور أن أحدا منهم لم يتطرق الى جزئيتين مهمتين فى حياة الرجل الذى يعد أول لاعب كرة قدم فى تاريخ مصر تقوم الجماهير بتأليف أغان له ترددها لتشجيعه فى المدرجات .

أما عن الجزئية الاولى فهو الذى أكد نظرية أن النجوم هم الذين يصنعون جماهيرية الاندية وشعبيتها .. ولا ابالغ اذا ما قلت إن كثيرا من اطفال مصر فى الستينيات من القرن الماضى شجعوا نادى الزمالك وعشقوا فانلته بسبب حمادة امام الذى هو بنظرى واحد من خمسة لاعبين كانوا بلغة السينما »نجوم شباك« فى تاريخ نادى الزمالك، وهؤلاء النجوم أسهموا بجهدهم فى صنع جماهيرية هذا النادى داخل مصر وخارج حدود الوطن على امتداد جعفر وأخيرا ـ وهذه هى المفارقة ـ شيكابالا .

أما عن الجزئية الثانية فهى أن ميلاد »نجم شباك« فى تاريخ الكرة المصرية من الطبقة الارستقراطية المتعلمة كان يمثل نقطة تحول غير مسبوقة فى نظرة المجتمع المثقف للاعب الكرة الذى كان الانطباع السائد عنه أنه جاهل ولا يعرف أن يتكلم او حتى يأكل حتى أن كثيرا من الأسر المحافظة كانت ترفض تزويج بناتها للاعبى الكرة! بل ويشعرون بالعار لان اولادهم يلعبون الكرة.. وظل هذا الانطباع سائدا حتى ظهر حمادة إمام النجم المثقف المتعلم المهذب ضابط المخابرات الحربية والذى اهلته اخلاقياته العالية وجذوره الارستقراطية العريقة ومكانته الادبية المرموقة لأن يفوز بحب واحترام ابنة الاصول سليلة الحسب والنسب الرائعة الجمال الاستاذة الجامعية الدكتورة ماجى الحلوانى التى تزوجها وأنجب منها »نسر الطيران« أشرف و»فنان الشعب« حازم.. فكان بحق الراحل العظيم نقطة تحول فى نظرة المجتمع للاعب الكرة.

رحم الله »نجم الشباك«: حمادة امام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف