جلاء جاب اللة
من مجلس النواب.. للغردقة الأزمة واحدة!!!
** كل من تابع الجلسات الأولي لمجلس النواب خاف علي مصير البرلمان.. وخاف علي مصير الديمقراطية.. بل إن البعض.. رأي أن عمر هذا المجلس قصير جداً.. وقام البعض برفع دعوي قضائية لحل المجلس.. ومازال هناك الكثير الذي سنشاهده في الأيام المقبلة.. غير أن أحداً لم يحاول أن ينظر إلي نصف الكوب المملوء بدلاً من التركيز علي النصف الفارغ.
هذا المجلس هو الإعلان الرسمي عن الجمهورية الثالثة بعد اكتمال شرعية ثورة 30 يونيه ومن الطبيعي في أي مرحلة انتقالية أن يكون هناك خلل ما.. خاصة أن تركيبة هذا المجلس نفسه تركيبة خاصة لمرحلة انتقالية وليس دائمة في البرلمان المصري.
هناك صخب وجدل.. هناك أزمات بعضها عن حق والبعض الآخر مفتعل وبعضه يريد وجه الحق والبعض يريد "الشو الإعلامي".. ولكن يجب ألا يضيع أصحاب الحق تحت أضواء الشو الإعلامي هناك جهد وهناك رأي وهناك قامات يجب ألا تضيع وسط "هوجة" البعض الآخر..!!
** الجدل القانوني بين المستشار سري صيام وبين رئيس المجلس إثراء للحياة النيابية وليس صداما بين قامتين في العمل القانوني.
** كثرة المرشحين لرئاسة المجلس إثراء للحياة النيابية وإنهاء لحالة الفردية التي تحكمت في برلمانات مصر السابقة حتي لو تم تكتل الأغلبية لصالح الرئيس الفائز إلا أن ما حدث دليل جديد علي تغيير الصورة النمطية في مجلس النواب..!!
هناك خلافات كثيرة بعضها دستوري والآخر قانوني حول المرحلة الانتقالية الحالية حتي يتم تعديل اللائحة لتكون لائحة مجلس نواب الجمهورية الثالثة.. ولكن هذا لا يعني أن كل اجتهاد أو محاولة للتفسير حتي تنتهي هذه المرحلة.. له غرض أو أغراض شخصية.. فالاتهامات المسبقة مرفوضة.
دعوا المجلس يعمل ويشرع ويعتمد القوانين السابقة.. ثم حاسبوه علي الإنجاز.
** حتي قضية بث الجلسات لها وجاهتها القانونية والدستورية وعدم البث له وجاهته الاجتماعية.. حتي لا يتحول المجلس إلي مسرح يحاول كل ممثل فيه أن يجذب الأضواء ويستحوذ علي التصفيق والاعجاب بغض النظر عن المصلحة العامة.. لكن المؤكد أنه بعد فترة ستنتهي نشوة "الشو الإعلامي".. ويبدأ الحساب الحقيقي للإنجاز النيابي.
** نقطة أخيرة في كشف حساب الأسبوع الأول للمجلس.. مطلوب وبسرعة شديدة إنجاز قانون المحليات حتي نبدأ في انتخاب المجالس المحلية في المحافظات والمراكز والمدن والقري.. حتي لا يتحول نواب الشعب إلي أعضاء في المجالس المحلية.. وحتي يتفرغ نواب الشعب لمهمتهم الأصيلة في الرقابة والتشريع وإرساء دعائم الديمقراطية.. ويتركوا مهمة المحليات ومشاكل الدائرة لإخوانهم في المجالس المحلية التي يجب أن تبدأ وبسرعة حتي تكتمل العملية الديمقراطية في مصر.
** لا تتسرعوا في الحكم علي هذا البرلمان من خلال ما حدث في الأيام الأولي من أحداث خرجت عن النص ولابد من إجراءات حقيقية لتصحيح مسار العمل النيابي في مصر من الآن.. وأكرر الآن.. الآن وليس غداً.
الأول هو تنظيم دورات تثقيفية وتدريبية للنواب علي العمل الديمقراطي وليت الكبار والقدامي وأصحاب المكانات القانونية يكونون هم أول من يشارك في الدورات التدريبية حتي لا يري الجدد أنها لهم هم ويعتبرونها أمراً سلبياً.. الدورات التدريبية والتثقيفية ضرورة.. بل أراها فرضاً شرعياً ووطنياً علي النواب جميعاً.
الإجراء الثاني هو تشكيل وتفعيل لجنة القيم بالمجلس حتي يكون هناك إطار شرعي للتعامل وحتي يكون النواب أنفسهم هم القدوة الحسنة في العملية الديمقراطية بلا شطط وبلا غلو أو تطرف يسيء للديمقراطية ويسيء إلي مصر..!!
ليس عيباً أبداً أن نتعلم كل يوم فمن لا يتعلم حتي آخر لحظة في عمره جاهل.. وليس عيباً أن تكون هناك حدود للتعامل داخل المجلس حتي لا تضيع هيبة النواب ومجلسهم الموقر.
الغردقة بعد أيام من الحادث
سافرت إلي الغردقة بعد خمسة أيام فقط من الحادث الذي حدث في أحد فنادقها وكانت فرصة لأري وأشاهد وأتابع آثار ونتائج ما حدث ونعيد تقييم كل الأحداث التي صاحبت ما حدث.
أولاً: الشارع في الغردقة لم يتأثر بما حدث لأن الناس عرفت الحقيقة قبل الإعلام فما حدث لا علاقة له بداعش ولا بتنظيم إرهابي إنه مجرد حادث جنائي له خلفية من الهوس أحد الجناة كان عضواً في "الألتراس" وهو هوس تشجيعي للكرة.. وفجأة.. ترك الألتراس وظهرت عليه بوادر الاتجاه نحو هوس ديني وكلاهما تطرف.. وتعرف علي الجاني الآخر وكان لديه حالة هوس ديني وكلاهما لا ينتمي لجماعة أو مجموعة إرهابية.. وتفتق ذهنهما علي عمل إجرامي في الغردقة فكان ما حدث وهو عمل لا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية.. والغريب أن الإعلام الخارجي فهم ذلك بسرعة ولكن بعض وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي لم تفهم واعتبرته حادثاً إرهابياً خطيراً.
** الأمر الثاني أن السياحة تأثرت بالفعل ولكن تأثرها بحادث طائرة شرم الشيخ كان أكبر من تأثرها بهذا الحادث فإشغال الفنادق في هذه الفترة من أعوام سابقة كان حوالي 40% وهو الآن 15% فقط.. التأثير كبير لكنه ليس خطيراً.
** الأمر الثالث هو الاتجاه للسياحة العربية لذلك سافر المحافظان: أحمد عبدالله وخالد فودة مع وفد سياحي لمؤتمر السياحة العربية في الرياض ونحتاج إلي دراسة جادة لتحديد كيف يمكن استقطاب السائح العربي للغردقة وشرم والأقصر وأسوان بشكل صحيح وجاد وليس عاطفيا..!!
** الأمر الرابع وهو خبر سار أعلنه اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر حيث سيتم في العيد الوطني للمحافظة بعد أيام إحياء خط الملاحة بين شرم الشيخ والغردقة من خلال عبارة لإحدي شركات القطاع الخاص وهو شكل نحتاجه في السياحة بين الغردقة وشرم وسيحقق طفرة سياحية إن شاء الله.
الخبر الثاني الأهم هو تحويل مطار برنيس الحربي إلي مطار مدني وحربي لخدمة المنطقة السياحية في جنوب المحافظة وهي خطة مهمة جداً وستحقق طفرة حقيقية عندما تتم بل إن لها فائدة غير عادية في هذا المجال سياحياً وتنموياً.
** الأمر الخامس الذي شعرت أنه لابد أن يجد اهتماماً كبيراً هو أن هناك فنادق كانت تعتمد فقط علي السياحة الروسية وتلك واجهت أسوأ موقف لها عندما تم ايقاف الرحلات الروسية.. وهي أزمة في طريقها للحل قريباً إن شاء الله وستعود السياحة الروسية.. ولكن من الخطأ والعيب أن تكون هناك منشآت سياحية كبيرة ومميزة متوقفة علي جنسية واحدة أو حتي عدد من الجنسيات.. لابد أن نعيد الاستراتيجية السياحية لمصر.. وهناك سياحة وافدة من نمور آسيا ومن دول بدأت مراحل النمو الحقيقي والدول العربية وبعض دول إفريقيا ولابد أن تكون هناك مواجهة جادة لتلك الأزمة نخرج من خلالها إلي استراتيجية حقيقية لعلاج الخلل في منظومة تهم أكثر من ثلث سكان مصر وهي السياحة.
الأمر الأخير هو ضرورة عودة لجان التفتيش الشبابية السياحية التي كانت تتابع الأسعار الحقيقية التي تقدمها منشآتنا السياحية للسياح الأجانب.. لأنها بكل المقاييس جريمة ضد السياحة في مصر.
هل يصدق أحد أن رحلة سياحية لمصر من بلجيكا لمدة أسبوع تكلفتها للفرد أقل من 300 دولار..؟!!!
مطلوب تدخل سريع لإنقاذ سمعة السياحة المصرية.. وكانت هناك لجان تفتيش ومراجعة من الشباب وأكرر من الشباب تتابع الملفات الحقيقية للمنشآت السياحية لأن ما يتم دفعه أحياناً أقل من العقود..!!
انقذوا سمعة مصر السياحية قبل فوات الأوان.. ولعلها فرصة لكي نستغل هذا الموقف السييء للعلاج قبل أن تتحسن الظروف وهي ستتحسن بإذن الله أقرب مما نتصور..!!
** كلمة أخيرة
من عشوائية مجلس النواب في بدايته إلي عشوائية علاج الخلل في السياحة.. الأزمة واحدة والفكر واحد.. ومطلوب ثورة في الحل والعلاج.