المساء
أحمد سليمان
هذه الصحفية السورية بكل صحفيي العالم
هي شابة في مقتبل العمر. تعمل صحفية مستقلة بمدينة الرقة السورية. وعلي الرغم من انها تعمل حرة دون الانضمام لأي مؤسسة صحفية تمنحها الحماية أو حتي تمد لها يد العون عند الحاجة إلا أنها كانت أكبر وأقوي من كل المؤسسات الصحفية في العالم بما فيها من صحفيين وصحفيات.
هي رقية حسان. تلك الصحفية السورية التي اعدمها تنظيم داعش الإرهابي الاسبوع الماضي بتهمة التجسس وكانت تنشر تقارير ومقاطع فيديو من تصويرها علي مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم مستعار "نيسان إبراهيم" وحققت تقاريرها شهرة واسعة لأنها كشفت من خلالها ممارسات هذا التنظيم الوحشي وفضحت ألاعيب القصف الجوي الوهمي الذي كان يقوم به التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا.. ووصفت رقية حسان ـ وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ـ كيف كان يتم استهداف مدينة الرقة السورية التي تقيم فيها بغارات جوية منظمة ضد المدنيين من قبل التحالف الدولي وكيف كانت الممارسات الوحشية لعناصر داعش.
اعتبر تنظيم داعش رقية حسان عدوه الأول في الرقة. لأنها كانت تنقل تحركاتهم وتفضح أساليبهم البربرية في التعامل مع أهل المدينة فهددوها بالقتل. وعندما تحدتهم لم يجدو بدا من قطع خدمة الانترنت والواي فاي عن المدينة لكنها لم تيأس فقد كانت صاحبة رسالة هدفها اخبار العالم اجمع بحقيقة داعش ومؤيديه وداعميه. فردت علي قطع الانترنت بقولها: "امض واقطع الانترنت.. فنحن سننقل الأخبار بالحمام الزاجل".
كانت رقية حسان تعلم ان نهايتها ستكون علي ايدي قتلة داعش ومع ذلك اصرت علي استكمال رسالتها بكل شجاعة وبارادة قوية وتحد لكل التهديدات واستمرت في بث أخبارها وتقاريرها وفي آخر تغريدة لها علي تويتر قالت: "أنا في مدينة الرقة وتلقيت تهديدات بالقتل وإذا قام تنظيم داعش باعتقالي فإنهم سيقطعون رأسي ولكني املك كرامتي ولئن قصوا رأسي افضل من ان اعيش في الذل مع هذا التنظيم".
هذا النموذج من الصحفيات انقرض فعلي الرغم من ان رقية حسان هي خامس الصحفيين الذين اعدمهم تنظيم داعش في سوريا لكنها السيدة الأولي من بين الصحفيات التي تلقي هذا المصير الذي اعاد الكرامة لمهنة الصحافة. إن رقية حسان أكدت بما فعلته ان الصحافة ليست مهنة البحث عن المتاعب فقط ولكنها مهنة تحدي القتل وقطع الرءوس وهو مفهوم جديد علينا في هذه الوسط يجعلنا نحني رؤسنا أمام ما فعلته رقية حسان تقديراً واجلالاً لما قدمته من اعمال وآخرها تقديم رقبتها فداء لمهنة لا يعرف قيمتها عدد كبير من العاملين فيها. ولا المتعاملين معها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف