يؤكد الرئيس أن العام 2016 سيكون عاماً للشباب، ولكي يكون الأمر أفعالاً لا مجرد أقوال، دعونا نساعد الرئيس في تذكر بعض الأشياء الخاصة بالشباب، فأولاً : هم ليسوا كتلة واحدة، وبالتالي يجب علي كل الخطط أن تراعي الاختلاف والتنوع في شرائح الشباب والتي تضم حتماً من يعارضه وينتقده، بل ويكرهه، والسؤال هو : هل نقصي هؤلاء من الحسبة فنكسبهم أعداء، أم نجد طريقة لكي يفهموا أنهم حتي لو عارضوا وانتقدوا وكرهوا الرئيس، فلابد أن يبنوا وطنهم معه ولا يهدموه، وثانياً : تعريف الشباب مهم، والأهم هو حصرهم وإبقاء الأولوية في العمل لهؤلاء الذين ردمنا عليهم فلم يعودوا يشعرون بذاتهم، بسبب إهمال عفوي أو متعمد من الدولة بمختلف مؤسساتها، وثالثاً: العمل السريع من أجل الشباب، لأنه لا يصح أن تدخل قرارات الرئيس دائرة روتين الدولة، فإذا كانت الدولة غير قادرة علي التنفيذ السريع يصبح القرار الرئاسي الخاص بالشباب هو الحل الأمثل وفق ما يقتضيه القانون والدستور، ورابعاً : وجوب حماية هؤلاء الشباب من نباح قطاع الطرق الذين يريدون شباباً تفصيلاً أشبه بالكومبارسات والمجاميع في أفلام السينما وليس الشباب الحقيقيين الذين يبنون هذا الوطن.. هذه الديباجة مهمة لتذكير الرئيس ومن معه بأن هناك برنامجا يمكن أن يرسم لحل مشكلات الشباب، لكي يصبح عام الشباب واقعاً حقيقياً.
(1) مشكلات جذرية : وهي مشكلات متعلقة بالزمن وطبيعة الدولة المصرية البيروقراطية، وميراث الفساد الذي عطلنا كثيراً، ويمكن علاجها من خلال (التمكين والتمثيل الحقيقي للشباب في إدارة شئونهم في البلاد بقوانين واجبة النفاذ، وقرارات سريعة، ولنضرب مثلاً بالمحليات والوظائف العامة واستحداث نموذج مساعدي الوزراء، بل والنزول لمستوي الرقابة الشعبية استفادة من شباب يحلم بالمشاركة في الحكم ذاته / برنامج توظيف يربط احتياجات سوق العمل بدراسة الشباب، ويؤهل الشباب غير المتعلمين لسوق العمل المهني والحرفي والفني، ولا يقل عن البرنامج الرئاسي في أدواته وحشد الجهات المختلفة لتنفيذه / حرية التعبير عن الرأي التي يعاني منها الشباب ولا تريد الدولة تفهمها، ولا أتحدث هنا عن قوانين تظاهر بقدر ما أتحدث عن فكر أمني مسيطر يعامل الشباب وكأنهم خونة لو فكروا في التعبير عن رأيهم ومعارضة النظام، وتغييب كامل لدور الجامعة في الأمر، بل ومواجهة مجلسه المنتخب وهي المواجهة التي يجب أن تنتهي كبادرة حسن نية من الدولة / التواصل المباشر مع صناع القرار بشكل حقيقي وليس ديكوراً من خلال "مجلس استشاري رئاسي للشباب يجتمع شهرياً بالرئيس وينسق مع الحكومة والبرلمان - إدارة شئون الشباب بالوزارات والمصالح - لجنة الشباب بالبرلمان والتي يجب أن تكون علي مستوي المسئولية لتضم لها - وفق القانون - خبرات مختلفة ومستشارين في العديد من الجهات" / مشروعات خاصة بالإسكان والزواج قريبة التسليم سهلة الشروط للشباب محدود ومتوسط الدخل وليس للأغنياء والمستريحين منهم / قروض العمل والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وهنا يجب الإشارة إلي أن دور الصندوق الاجتماعي للتنمية لازال قاصراً ولا يسوق نفسه للشباب كما يجب / التأهيل لسوق العمل "بشكل عام" من خلال برامج مختلفة / اكتشاف ورعاية المواهب الأدبية والفنية والرياضية، ولن يأتي ذلك سوي بتفعيل مؤسسات الدولة المنوطة بذلك/ المشكلات الصحية المتعلقة بالأمراض المزمنة والفيروسات والإدمان بكل صوره، وسيكون بداية توفير غطاء تأمين صحي للشباب نواة جيدة، إضافة لعلاج المصابين فيهم بفيروس سي مجاناً، وإطلاق الحملات الملائمة لبدء علاج المدمنين بالتعاون مع المستشفيات والمصحات الخاصة كنوع من المسئولية الاجتماعية ).
(2) مشكلات عالقة بالنسبة للشباب تشغل حيزاً لدي الإعلام أو الرأي العام ويسهل حلها لو خلصت النوايا واستفاقت الدولة لدورها : (مشكلة الشباب الحاصل علي الماجستير والدكتوراة، والذي يبحث عن تعيين في وظيفة ثابتة، مع استحداث قانون منظم للأمر لكي لا تتكرر المشكلة / مشكلة شباب النيابة المطالبين بالتعيين والمعطلين بسبب شرط وظيفة الأب والأم، والتي يمكن حلها فوراً لو خلصت النوايا والضمائر ولو ضغط الرئيس / قضايا الحريات والمحبوسين ظلماً والشباب المحبوسين علي ذمة قضايا التظاهر والذين يمكن أن يخرجوا جميعاً بقوة القانون، وبعفو رئاسي ينظمه القانون في إطار عام من المصالحة التي ستؤدي لمزيد من التفاهم والانفراجة في هذا الملف / الألتراس وعودة روابط الأندية للتشجيع اللائق المحترم مع الاستعانة بهم في تنظيم المباريات من خلال شركات خاصة وإبعاد هذا الملف عن يد الداخلية أو الجيش).
(3) الاستفادة من الأماكن التي تتعامل مع الشباب في صياغة عقد اجتماعي جديد بينهم وبين الدولة (الإعلام ولغته التي يجب أن تتغير مع ظهور الإعلاميين الشباب، مع إعطاء النماذج فرصة للظهور /المدارس التي يجب أن تدار لتخرج شاباً محترماً وليس شاباً فاقداً للأهلية والطموح / الجامعات كمفرخة للمواهب والاستفادة من الاتحادات الطلابية / مراكز شباب ونوادٍ غير مفعلة يجب أن تتاح لها الفرصة لتقديم الجديد والمساهمة في الملف / قصور ثقافة يجب تطويرها لتقديم خطاب ثقافي وأنشطة فنية ملائمة لهذا الزمن ).
هذه نقاط مبدئية نضعها أمام (الرئيس) لكي لا يكون كلامه مجرد تصريحات، والعبرة ليست بالماكينة يا فندم، بل بكونها (هتطلع قماش والا لأ ).