لم أقف كثيرا أمام التقرير الذي اصدره الجهاز المركزي للمحاسبات الذي أظهر حجم الفساد الحادث في مصر فكان بمثابة الضربة القاضية في وجوهنا جميعا وهذا ليس مستغربا علينا لأن المحروسة منهوبة من زمان منذ العصر البائد. وعلي مدار ثلاثين عاما مضت عاشت فيها المحروسة تضخم في كروش رجال ألأعمال ومن سرقوا أموال البنوك وهربوا الي الخارج ومن نهبوا أراضي الدولة وأشتروها بتراب الفلوس ومازال الفساد ينخر في عظام المحروسة وربما كان آخر مسلسل له هو وزير الزراعة السابق .
نحن علي الأرض و لسنا بالجنة وسوف يستمر ذلك المسلسل مادام هناك غير الشرفاء وعديمي الضمير في مؤسسات الدولة بكافة أنواعها عندما سئل مهاتير محمد كيف نهض بدولة ماليزيا أجاب بطريقتين أنه اغلق حنفية الفساد وأهتم بالتعليم فلايجب ابدا أن نغلق أذهاننا وأعييننا عن الواقع المر الذي عاشت فيه مصر وشعبها كان عصر السطوة والمحسوبيات والوساطة والمجاملات وكله كان من دم الشعب الغلبان وكله كان بحسابه كلنا تعرضنا لأبتزازات من موظفين صغار في كل أو معظم مصالح الدوله ناهيك عن الموظفين الكبار أصحاب الكروش العظيمة الكل كان يحلب من البقرة الحلوب الكل كان يحاول أن يأخذ قطعة من الكيكة بأرخص الأثمان .
وبدلا من أن نهاجم المستشار جنينة ونتعجل في توجيه الأتهامات اليه بل وتوجيه تهمة الفساد والتضليل الي جهاز رقابي من قبل اعلام لميس الحديدي كان يجب علينا الأنتظار وعدم التعجل حتي يتم مناقشة الرجل وتأكيد أو عدم تأكيد ما جاء في التقرير الذي أعلنه جملة وتفصيلا عن الفساد ولا أظن أبدا أن يخرج علينا المستشار جنينة بكل هذه الكوارث دون أن يكون لديه أدلة تثبت أو تنفي كلامه فهو في الأساس رجل قاضي لديه محاسبين ومراقبين لكل مؤسسات الدولة داخل الجهاز المركزي وفي النهاية ينصب عنده الأدلة والمعلومات بعد مراجعتها من محاسب أ وب ألي آخره من المديرين ووكلاء الجهاز المركزي يعني ذلك أنها تمر عبر قنوات متعددة حتي تصل اليه في مكتبه كنت أتمني أن يتم عمل أستجواب له في مجلس الشعب وكذلك استجواب لرئيس اللجنة التي فحصت ما جاء في تقرير الجهاز المركزي مؤكد القضية ليست في كم النهب الموجود داخل هذا التقرير وأنما القضية هنا كيف نغلق حنفية الفساد و الفاسدين والمرتشين والمزورين وأصحاب الذمم الدنيئة والتي تبيع كل ما هو ثمين مقابل فتات من المال تسرع الأعلام كعادته والحكم علي الأشياء دون دراسة وتأني وبادر كله أو معظمه بالهجوم علي الجهاز المركزي أحيانا الحقيقة تكون موجعة جدا لكنها مطلوبة لأنها تكون البداية لأستقامة الحياة من جديد.
دمتم بكل الخير