الجمهورية
منى نشأت
إلا.. الإحسان
ستبتسم إن وقعت عينك علي مولود جديد.. وتنتشي لو لمست جلده الناعم يدك وتستمع إذا كان لك فهو ابن حفيد لتقضي سنوات من عمرك في رفقة براءة وبدايات حياة قفزت من داخل رحم إلي دنيا.. الله.
انه صغير يكبر ولكن قمة الحزن أن تشهد كبيرا.. يصغر يرتد إلي طفولة بكل ما فيها إلا الفرحة بأفعاله أو حتي قبولها وتصورها.
حين يبدأ الطفل أولي خطواته يتعثر ويقع.. تفرح للوقفة الأولي وللوقعة الأولي وتنتظر فيما بعدها خطوة ثابتة وعندما يحاول الكبير الوقوف تسنده يدك بلوعة ويمزقك سقوطه.
تتأرجح يد وليدك بالكوب ويبلل العصير صدره وتخلع قطعة ناعمة تلتف بعنقه معقودة بشريط حرير لتمتص ما هو وقع وتنشرها زهوا علي حبل الغسيل وترتعش يد الكبير فيتقطع قلبك فتافيت والطعام يسقط علي الصدر والماء يغمر البدلة بمقاس رجالي.
انكسار
يا ويلنا من كبيرنا متي مسه الضر.. ولا يبقي للأب سوي ابن بار يضغط بالشوكة جيداً ليهرس طعام ليضعه في فم لم يعد به أسنان ويحيط بيديه جسد خارت قواه وتصله الآه فيهب من نومه ليضع المسكن.
وكل ما تفعله الابنة لوليدها تعيده لوالدها ولكن بانهزام روح وانكسار قلب ولوعة بدن.
غريبة الحياة تنظف الأم وليدها تغسل اليد والوجه والصابون والماء علي الجسد وملابس نظيفة تضعه في سريره وتغطية وعيونه راضية عن أم يعرفها قبل أن يتمكن النطق بها وتقوم الابنة بنفس الدور مع الأب ومن بين جلطات الدماغ تخرج نظرة حاولت التذكر كثيرا ومرت بشريط ذكريات ولسان فقد التعبير وعين تقول هذه ابنتي.
محنة
أعيش وأبناء أخي قمة الحسرة عليه.. نتماسك لأن الله أرحم منا جميعا بحاله. أحب زوجته لدرجة الشلل فور وفاتها. جلطات متتاليات.. رقد في فراش مستشفي وفقد القدرة علي التذكر.. إلا اسمها وما كان منها.. لو كانت هنا الآن لمسحت العرق من جبيني براحة يدها.. وألف.. لو تقود لمليون سؤال.. وبيت شعر واحد يبدأ بنفس الآه غناه عبدالوهاب.. "الحب فيه بقائي.. الحب فيه زوالي".
أخي الحبيب رفيق مملكة عشق عشنا بين ملكيها أمي وأبي.. ليتهما ما أرضعانا حبا وهدهدانا حنانا وشدوا عمرنا لآخر الجملة.. فنهاية الحب آخر الحياة.
أرفرف بجفني حتي لا تسقط الدموع وأسأل دون صوت كيف يستطيع أبناء أخي اكمال العطاء من زرع في ثلاثتهم كل هذا البر.. ويأتيني الجواب من عيونهم.. انها تربية بابا هو حب من حبه وقليل من كثيره.. ومن سورة من القرآن وكلمات الله أحفظ "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان".
دنيا
أروع ما في الحياة صغير يكبر.. فافتح عيونك لمتابعته وقسوة الدنيا كبير يصغر.. فلا تغمض عنه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف