أحمد السرساوى
نوبة صحيان - تمديد مهمة القوات المصرية في الخليج وباب المندب.. عين العقل
لا توجد منطقة في العالم تحيطها مخاطر وتهديدات مثل منطقتنا العربية.. تهديدات لو رسمناها بخطوط ملونة علي الخريطة لأصبحت منطقتنا أكبر لوحة ألوان في الدنيا !!
الوضع مُعقد للغاية، ونحن بلاد العرب مركز للمصالح الدولية، سواء كانت مصالح الثروة أو الأمن.. ومن الطبيعي أن يأتي الجميع للعب عندنا، الدول الكبيرة ومن يدور في أفلاكهم.
وبالتأكيد.. مصر في مرمي المخاطر والتهديدات سواء من الارهاب الداخلي أوالخارجي أو من طمع "جيراننا" في المنطقة ـ ليس جارا واحدا ـ في مصالحنا الممتدة من حقول الغاز في البحر المتوسط الي أمن البحر الأحمر امتدادا لأمن الخليج العربي وربما ما هو أبعد من ذلك.
لكن الأخطر هو موقف الأشقاء في الخليج خاصة السعودية، فالولايات المتحدة حليفتها الاستراتيجية باعتها في لحظة لايران مقابل الاتفاق النووي الذي ظن أوباما أنه مسك الختام لفترة ولايته الثانية، لكنه في الحقيقة سلَم طهران "مفتاح الكرار" ومنح الشرعية لبرنامجها النووي، وفوق ذلك وهو الأهم سيُفرج عن 100 مليار دولار أموالا ايرانية مُجمدة بالبنوك الأمريكية علي مراحل، وهو رقم كفيل بنقل دولة الملالي من معسكر الدول المتعثرة اقتصاديا لخانة الأغنياء.
أوباما في أضعف صورة وفي حالة يُرثي لها، لدرجة أن الشعب الأمريكي (وهذه واقعة حقيقية) يتندر علي استخدامه "البصل" لاستدرار الدموع في خطاباته، فلم يكن غريبا أن يدير ظهره للملكة، خاصة وأن الدكتورة فانيسا إبنة جون كيري مهندس العلاقات الخارجية للسياسة الأمريكية متزوجة من زميلها الايراني بهروز ناهيد منذ عام 2009، وهو أي أوباما ينحاز بشدة لـ "تلطيف الجو" مع طهران مقابل تعهدات مُشددة بضمان أمن اسرائيل، وهو ما بدا في حالة الهدوووووء الشديد والاسترخاء علي جبهة جنوب لبنان بين تل أبيب وحزب الله منذ يوليو الماضي موعد الاتفاق.
وفي نفس السياق كان الصمت الُمخزي من رئيس الولايات المتحدة أثناء الاعتداء علي السفارة السعودية وقنصليتها العامة في ايران ليؤكد انسحاب بلاد العم سام من التزاماتها المُطلقة في السابق بأمن المملكة مقابل مكاسبها الجديدة التي ستجنيها مع الشيعة وفي القلب منها بجانب ضمان أمن اسرائيل.. عدم التعرض للقوات الأمريكية في المنطقة خاصة في العراق وأفغانستان المجاورتين لايران، اضافة الي محاولة واشنطن الاقتراب من بحر قزوين عبر طهران لتطويق الدب الروسي من الجنوب.
ومع ذلك صفعت البحرية الايرانية الولايات المتحدة "قلما عالماشي" منذ يومين عندما احتجزت عشرة بحارة أمريكان كانوا علي ظهر زورقين اتهمتهم بالدخول في المياه الاقليمية الايرانية ثم أفرجت عنهم كبادرة حسن نية قبل البدء في تنفيذ الاتفاق النووي!!
نعم.. التواجد المصري ليس موجها ضد أحد بعينه ولا دولة بعينها.. لكنه موجها ضد أي قوي قد تخدش المصالح المصرية أو الخليجية في المنطقة، ارهابا كان أو غير ارهاب.. ومن هنا جاء قرار تمديد وجود القوات المصرية لصالح أشقائنا، وأراه قرارا حكيما وعين العقل.