الأهرام
محمد أمين المصرى
حرائق برلمانات مصر
كتبنا الأسبوع الماضى عما كشفه حازم عبد العظيم عن أسرار تشكيل ائتلاف «فى حب مصر» داخل مقر المخابرات والاتحادية، الأمر الذى يعد تدخلا مباشرا فى إدارة العملية الانتخابية ويمس مستقبل مصر، خاصة إذا تحدثنا عن تعمد «تدوير الحزب الوطني» بإخراج أمنى عن جدارة. فمن شكل برلمان 2015يكره مصر، لأنه يعيد نكبات برلمان 2010، وكأننا لا نتعلم من دروسنا. وإذا كان اللواء عمر سليمان بصفته الوظيفية كرئيس للمخابرات قال قبل وفاته إنه حذر الرئيس الأسبق حسنى مبارك من مغبة سيطرة أحمد عز على الملعب السياسى وتهميش المعارضة، فإن نفس المسئولين ضربوا عرضى الحائط بالتحذيرات السابقة ليعيدوا ممارسات الوطنى لتشكيل برلمان مستأنس سهل الانقياد، بذريعة ضمان الولاء للقيادة السياسية التى لو فكرت برهة فى الأمر لاعترضت على ما يتم باسمها فى هذا الوقت رغم أنه يخصم من أسهمها ورصيدها السياسى والشعبى.

فمن أدار عمليات ما قبل وأثناء الانتخابات ، يعمل لحسابه فقط ، ولا داعى للاستهزاء بعقول المصريين، ويبدو أنه لم يسمع بمقولة رسولنا الكريم «لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين»، فمن لعبوا بالانتخابات ظلموا الديمقراطية وفرضوا على الشعب الانصياع لما صنعوه شكلا ومضمونا مع برلمان عز.. ولا يدرك هؤلاء مغبة صنيعهم السيئ، وهو ضد الرئيس، فما يفعله البعض سيدخلنا فى متاهات نحن فى غنى عنها، فالأمن يضيق صدره بالديمقراطية ويقف لها بالمرصاد.

المثير فى الأمر أن كل ما كشفه عبد العظيم عن تدشين لأحزاب وائتلافات بعينها لم يلق بالا من أحد وكأن ما ذكره يتعلق بدولة أخرى لم تشهد ثورتين. وحرى بالدولة أن تدرك أن «الإخوان» اغتروا بقوتهم وتباهوا علينا بأنهم ماكثون لنصف قرن، ولولا هبة الشعب بغض النظر عن «جبروت تمرد» وغيرها لكان معظم المصريين لاجئين فى الشتات الآن.

ووفقا للنتائج وتصديقا للحديث النبوى «ادرؤوا الحدود بالشبهات»، نذكر بأن برلمان 2010 اطاح بالدولة، وبرلمان وانتخابات الرئاسة 2012 كادا يحرقان البلاد.. مجرد كلمة حق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف