منذ أنعم الله علي بنعمة النجاح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وأصبحت نائباً للشعب.. وأنا أحاول أن أعود لممارسة مهنتي الصحفية وكتابة مقالي إلا أن مصالح العباد والبلاد وارتباطاتي بجلسات مجلس النواب واللجان كانت تحرمني من التواصل مع قرائي وزملائي في جريدة الجمهورية التي أفنيت فيها أكثر من ثلاثين عاماً.. وها أنا اليوم أعود لأكتب من جديد وأتواصل مع من أحبهم.
قد ابتعد عن الكتابة في الرياضة وكرة القدم بحكم مسئولياتي السياسية والبرلمانية الجديدة.. لكنني سأعود من وقت لآخر للنقد الرياضي مهنتي الأساسية التي كانت وراء شهرتي.
صدقوني إنني طوال السنة الماضية لم أكن أتابع المباريات والأنشطة الرياضية إلا نادراً لأن الحملة الانتخابية كانت طويلة وشاقة والمنافسة كانت صعبة في ظل وجود المال السياسي والرشاوي الانتخابية والتي وصلت إلي كل أنواع المخدرات والتي كانت توزع أمام اللجان عيني عينك.. ولابد أننا سنجد لها حلولاً حاسمة من خلال تشريعات قوية.
اليوم وأنا أعود للكتابة لن أتحدث عن عودة الأهلي للقمة ثم تعثره أمام الداخلية.. ولا عن مغامرات زميلي النائب مرتضي منصور مع المدربين الذين يقوم بتغييرهم كل أسبوع تقريباً.. ولكنني سأتحدث عن البرلمان.
أولاً أود أن أؤكد أن هذا البرلمان وبرغم ما أثير حوله من جدل خصوصاً في جلسة الإجراءات وما حدث فيه من أخطاء وبعض التجاوزات من بعض الأعضاء.. فإنني أعتبره واحداً من أفضل وأقوي البرلمانات في تاريخ مصر.. وسترون في الأيام المقبلة كم سيكون هذا المجلس قوياً ومنحازاً للشارع والفقراء من أبناء هذا الشعب المصري العظيم.. ليس لأنني واحد من أعضائه.. ولكن لأن 90% من هؤلاء النواب جاءوا بإرادة شعبية حرة وبانتخابات حرة وشفافة وحقيقية خلت من كل أخطاء وخطايا الانتخابات السابقة.. وكل نائب سيكون همه الأول مصالح وقضايا من انتخبوه من الفقراء والبسطاء.
صدقوني إن هذا المجلس وهؤلاء النواب سيقاتلون من أجل تحقيق آمال وطموحات هذا الشعب.. صحيح لا نملك عصا سحرية.. ولكننا سنبذل أقصي الجهد والفكر من أجل حل مشاكل هذا الوطن والعبور به إلي شاطئ الأمن والأمان والاستقرار.. سنراقب الحكومة بكل قوة وسنصدر من التشريعات ونعد من القوانين بما يضمن مصلحة المواطن الفقير والبسيط وحل مشاكله الحياتية واليومية من غذاء وكساء وصحة وتعليم ومواصلات وتنمية الاقتصاد الوطني.
لقد رفضنا قانون الخدمة المدنية وسنرفض أي قانون يكون ضد مصلحة المواطن والشعب.. لن نطبل ولن نصفق لأي مسئول.. فقد انتهي وقت التطبيل والتصفيق إلي غير رجعة.
لن أطيل ولن أطلق لنفسي ولقلمي العنان في وعود وأحلام وردية.. ولكن ما أود تأكيده هو أننا سنقاتل من أجل رفعة شأن هذا البلد وشأن دوائرنا.