الصباح
سليمان شفيق
كمال أحمد.. النائب الذى اشترى نفسه وباع كرسى البرلمان
>>فاز بعضوية المجلس 4 دورات.. وعاصر كنائب 5 رؤساء.. وأهالى دائرته يسمونه «شيخ البرلمانيين»
>>وقف فى برلمان 1976 بـ«البيضة» أثناء الحديث عن غلاء الأسعار.. والسادات قال له: «عيب يا كمال»
>>هاجم عاطف عبيد واتهمه بعدم المصداقية فطرده فتحى سرور من الجلسة
>>اعتقل فى سبتمبر 1981 مع العديد من المثقفين وبينهم محمد حسنين هيكل، وفتحى رضوان
>>صاحب استجوابات تاريخية تحت القبة منها العبّارة السلام 98 واستجواب البورصة
يقترب مجلس النواب المصرى من الحالة اللبنانية، 16 تكتلًا، وألف رأى، وسيولة سياسية وتدخلات من الأجهزة، لا معارضة ولا موالاة، جماعات مصالح ساذجة، قليلة حيلة، وضحلة الخبرة، مجرد زمبليطة تحت القبة، رئيس أراد أن «يدبح القطة ف عور نفسه» وصراح الوكالة أثبت أن المصالح الشخصية هى المحرك، فى ظل مولد سيدى عبد العال، استقال كمال أحمد لتسود حالة واسعة من الجدل فى الأوساط السياسية بعد تقديم النائب كمال أحمد استقالته، ورفض مكتب المجلس للاستقالة،خاصة أنه لم تمض سوى ثلاثة أيام فقط على انعقاد الجلسة الإجرائية ليكون بذلك أول برلمانى مصرى يتقدم باستقالته، وأرجعت الاستقالة لأسباب صحية كما تداولتها بعض وسائل الإعلام، وهذا ما كذبه عدد من نواب المجلس المقربين للنائب كمال أحمد مؤكدين أن النائب كمال يتمتع بصحة جيدة ولكن قدم استقالته إلى المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام لمجلس النواب، بسبب بعض السلبيات داخل البرلمان، وتصرفات بعض الأعضاء، التى حولت البرلمان لما يشبه السيرك وأيضا بسبب قيام رئيس المجلس الجديد الدكتور على عبد العال بالتعامل معه بطريقة سيئة أثناء عرضه لعدد من الأمور الخاصة بالقوانين ومناقشتها، وهو ما أغضب كمال أحمد مما دعاه لتقديم استقالته خاصة بعد خسارته كرسى رئاسة مجلس النواب، وحصوله فى تلك الانتخابات على 36 صوتًا فقط مقابل 401 صوت للمرشح على عبد العال. واللافت للنظر أن الرئيس على عبد العال أغضب فيما أغضب شيخ القضاة سرى صيام والنواب طارق الخولى حينما قال فى عنترية «أنا اللى كتبت الدستور»!! وكاد يحدث فتنة طائفية حينما استوقف النائب الصعيدى مجدى ملك، والنائب يتلو نصًا مرادفًا لـ «بسم الله الرحمن الرحيم»، الأمر الذى أحدث لبسًا نحمد الله أنه مر بسلام.

فاز كمال أحمد بمقعد دائرة الجمرك والمنشية والعطارين بأصوات تخطت الـ 15 ألف صوت، أمام منافسه إبراهيم مسعد. ويعد كمال أحمد، أقدم برلمانى، حيث حصل على العضوية فى عام 1976 فى برلمان الرئيس الراحل أنور السادات، وعاصر 5 رؤساء جمهورية، هم السادات وصوفى أبو طالب ومبارك وعدلى منصور والسيسى، رفع شعار الثبات على المبدأ ورفض الانضمام لأى حزب، وعرف بأنه «نائب الأربع دورات»، ولقبه أهالى دائرته بـ «شيخ البرلمانين»، هو كمال أحمد نائب دائرة العطارين وكوم الدكة، يذكر أن النائب كمال أحمد فاز عن دائرة العطارين بعدد 15508 أصوات، وفاز معه أيضًا النائب الحالى إبراهيم روما بعدد 10477 صوتًا بمحافظة الإسكندرية.
نائب من العصر الذهبى: ويعد كمال أحمد من مواليد 1941، وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة الإسكندرية عام 1963، وبدأ النائب العمل السياسى منذ 9/10 يونيو 1967 حيث تعرفت علية فى إحدى محاضراته لطلائع منظمة الشباب الذى كنت واحدًا منهم، وتقابلت معه مرة أخرى حينما أعلن عن ترشحه لمجلس الشعب عام 1976، فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكنت حين ذاك من شباب حزب التجمع المناصرين للمرشح أبو العز الحريرى فى دائرة كرموز، وفاز بمقعد الدائرة لتبدأ علاقته بالبرلمان، وانتخب نائبًا فى أعوام (2012،2005،2000وأخيرا برلمان مجلس النواب 2015)، وعرف أحمد كمال برفضه لاتفاقية كامب ديفيد واتفاقية الكويز، وكان أحد المختلفين جذريًا مع سياسة الانفتاح التى اتبعها السادات.
ابن دائرة العطارين، الذى وقف فى برلمان 1976 بـ«البيضة»، فى واقعة شهيرة، عارض فيها كمال أحمد سياسيات الرئيس الراحل السادات، بشأن غلاء الأسعار، فما كان من الرئيس السادات إلا أن قال كلمته الشهيرة «عيب يا كمال أنت فى حضرة رئيس جمهورية».
حدث ذلك فى أول تجربة برلمانية لكمال أحمد 1976، حيث انضم إلى كوكبة من أعظم المعارضين البرلمانيين، خالد محيى الدين نائب كفر شكر ورئيس حزب التجمع، وعلوى حافظ نائب الدرب الأحمر، وأبو العز الحريرى نائب كرموز، ود. محمود القاضى نائب باب شرق ورئيس نادى الاتحاد، والمحامى عادل عيد نائب الجمرك، والمستشار ممتاز نصار نائب البدارى، سبعة فرسان ضاق بهم السادات فقام بحل المجلس، وأسقطهم جميعًا فى انتخابات 1979 ما عدا ممتاز نصار الذى نجح فى دائرة البدارى بقوة ونفوذ عائلته المسلحين، لكن كمال أحمد واصل نضاله واشترك فى قيادة انتفاضة يناير، وعارض مبادرة السلام ومعاهدة كامب ديفيد 1979، وساهم مع مائة شخصية عامة منهم كمال الدين حسين وإبراهيم شكرى وخالد محيى الدين وباقى فرسان مجلس 1976فى إنشاء الجبهة الوطنية 1980، واعتُقله الرئيس السادات ضمن اعتقالات 5 سبتمبر عام 1981 مع العديد من المثقفين محمد حسنين هيكل، وفؤاد سراج الدين، وفتحى رضوان، وفؤاد مرسى، وإسماعيل صبرى عبد الله، ومحمد حلمى مراد، وعادل عيد، وعصمت سيف الدولة، وعبدالفتاح حسن، وصلاح عيسى، وأبو العز الحريرى وعبد العظيم المغربى وتم التحفظ عليه فى السجن الحربى بعنبر 2 الذى يقع أمام السجن الكبير، والذى يحتوى على 99 زنزانة، وكانت الزنزانة 99 ملتقى المثقفين.
وأذكر لكمال أحمد أنه ذات يوم قال لفؤاد سراج الدين: « من بكرة لن أناديك بـ فؤاد باشا» فرد عليه فؤاد سراج الدين: «حاضر يا كمال باشا».
وقدم النائب كمال أحمد خلال مسيرته البرلمانية أكثر من 212 طلب إحاطة وسؤالًا واستجوابًا، كان أبرزهم، استجواب وزير النقل بعد حادث عبّارة السلام 98 وغرق 1038 مصريًا، واستجواب البورصة ضد سوء إدارة الوزارة وغلاء الأسعار فى 2007، وهاجم كمال أيضا رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، واتهمه بعدم المصداقية مما جعل الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب حينها، بطرده من الجلسة.
كان عمنا كمال من قادة الحركة الناصرية رغم أنه لم ينتم إلى أى حزب ناصرى أو يسارى.. استطاع أن يدافع عن وطنه وفكره واستقلاليته بشرف وكرامة.
من برلمان الفرسان إلى برلمان الخرفان
أعاد أبناء العطارين كمال أحمد إلى مقعده رغم أنف الخرفان والإخوان، وقام كمال أحمد مع أبو العز الحريرى والناصرى عبدالرحمن الجوهرى بتأسيس جبهة «مصر جايه» التى انضوى فيها أغلب المثقفين السكندريين ضد الإخوان، واستطاعوا مع شباب الإسكندرية وضع حمدين صباحى المرشح للرئاسة عام 2013 فى الصدارة بالثغر متفوقًا على محمد مرسى وأحمد شفيق فى الأصوات، وتصدوا للداعية الإخوانى أحمد المحلاوى خطيب مسجد القائد إبراهيم، واستطاع كمال أحمد إنزاله من المنبر حينما اتهم «العلمانيين بالكفر»، ولم يستطع الشيخ المحلاوى اعتلاء المنبر حتى الآن.
كان لهذه الجبهة أبلغ الأثر فى إشعال ثورة 30 يونيو، وما زال عمنا المناضل كمال أحمد منذ 1967وحتى الآن يتقدم الصفوف من جيل إلى جيل ومن ثورة إلى أخرى.. ذلك هو كمال أحمد الذى لا يعرفه أغلب أبناء أجيال التواصل الاجتماعى الجدد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف