الصباح
كمال حبيب
بالأماكن والأسماء..خريطة العمليات الإرهابية خلال 2016
>>داعش يتمدد فى 3 أطواق عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا
>>سوريا والعراق مقرات القوة الصلبة للخلافة المزعومة لتنظيم الدولة.. وليبيا المحطة المحتملة لنقل المركز
>>السعودية تترقب تهديدات الثأر لإعدام 47 من قياديى القاعدة
>>المواقع السياحية هدف الإرهابيين فى مصر خلال العام الجارى
>>فرنسا تحت تهديد دائم من القاعدة فى اليمن.. وبريطانيا تخشى 800 مقاتل عائدين من سوريا
يتحدى الإرهاب العالم ويُحرّم الناس فرحتهم بعيد ميلاد جديد مذكرًا إياهم بأنه لا يزال بعد يقاوم، وأن الوعود بالقضاء عليه لا تزال بعيدة المنال، ففى جنوب شرق فرنسا أوقف فرنسى من أصل تونسى يبلغ من العمر 29 عامًا أمام مسجد ليصلى الجمعة، وحين رأى الجنود الذين يحرسون المسجد حاول دهسهم بسيارته لأن الجنود الفرنسيين يقتلون المدنيين فى سوريا، واستبعدت جهات التحقيق العمل الإرهابى عن الرجل إذ اعتبرته تعبيرًا عن غضب فردى ليس مرتبطًا بتنظيمات كبرى مثل داعش أو القاعدة.
حدث ذلك بينما كانت فرنسا تحاول إحياء الذكرى الأولى السنوية للاعتداء الإرهابى على مجلة « شارل إبيدو» والذى نفذه الشقيقان شريف وسعيد كواشى، وقتلا 12 شخصًا، وأعلنت القاعدة فى اليمن أنها المسئولة عن العمل الإرهابى، وذلك ما مهد لأكبر هجوم إرهابى متنوع فى وقت واحد تعرضت له باريس بعد عشرة أشهر فى 13 نوفمبر، وقتل فيه 130 قتيلًا، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الحادث.
وفى بريطانيا يثير تسجيل مصور بثه داعش اهتمامًا كبيرًا من الحكومة والإعلام والمواطنين البريطانيين، وفى التسجيل المصور يظهر مواطن بريطانى يتكلم الإنجليزية، ويعدم خمسة أشخاص بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، وتتجه الأنظار إلى مواطن بريطانى اسمه «سيدهارتا دهار»، سافر إلى سوريا عام 2014، وكان هندوسيًا اعتنق الإسلام وانضم إلى جماعة «المهاجرون»، الذى كان يقودها عمر بكرى المسجون الآن فى لبنان بعد طرده من بريطانيا، وكانت أخته التى تحولت إلى المسيحية قبل اعتناقها الإسلام قد سافرت إلى سوريا قبله للانضمام إلى داعش وتسمت باسم « خديجة »، وهو لحق بها، وظهر فى التسجيل الذى يهدد بريطانيا ورئيس وزرائها بعمليات أوسع إرهابية طفل صغير هو بن خديجة تلك وهو يهدد من أطلق عليهم الكفرة.
وتعيش بريطانيا خوفًا من هجمات داعش خاصة مع سفر ما يقرب من 800 من مواطنيها إلى سوريا، قتل منهم 70 وعاد 300 إلى البلاد، كما أن النساء البريطانيات يسافرن إلى أراضى داعش بنسبة كبيرة، ومن ثم فإن رئيس وزرائها يعتبر التهديدات الإرهابية المحتملة هى الأخطر.
وألغت بلجيكا التى كانت فناءً خلفيًا لعمليات باريس الإرهابية الكبرى احتفالاتها بأعياد الميلاد والتى كان يحضرها فى العادة أكثر من مئة ألف شخص، كما ألقت القبض على محمد كاراى وسعيد سواتى وهما مغربيان بالاشتباه فى تهم وجهت إليهما باحتمال قيامهما بعمل إرهابى كبير فى البلاد، لوجود وصية لأحدهما على حاسوبه بدت، وكأنه وداع بعد قيامه بعمليات انتحارية، كما يفعل الإرهابيون، بيد إنهما ينتميان إلى ناد للدراجات البخارية يسمى «الانتحاريون الفرسان».
الإرهاب فى العالم العربى
فى عالمنا العربى الذى يعتبر نقطة جذب للإرهاب باعتبار أن مركزه فى سوريا والعراق حيث يقيم داعش خلافته المزعومة، ويعتمد استراتيجية تقوم على أن قوته الصلبة فى تلك المنطقة الممتدة بين سوريا والعراق، بينما أخوات داعش وولاياته تمثل الطوق الثانى فى استراتيجيته، وهى الولايات التى تبايعه فى مناطق بعيدة عن المركز الصلب له، وهو يقسم العالم الإسلامى إلى ولايات بلغت 25 ولاية تمتد من الجزيرة العربية إلى باكستان إلى أفغانستان إلى ليبيا والمغرب العربى وجنوبى الصحراء، أما الطوق الثالث فهو العالم الغربى عبر الجاليات المسلمة هناك، وهو يستخدم الجاليات المسلمة فى الغرب - كما أوضحنا فى مطلع المقال.
أما فى ولايته فإن لييبا قد تعرضت لهجوم انتحارى نفذه أحد أعضاء داعش بتفجيره لشاحنة صهريج مفخخة تستخدم لنقل المياه، وقد استهدف الانتحارى مركزًا لتدريب خفر السواحل فى مدينة زليتن الواقعة على بعد 170 كم شرقى العاصمة طرابلس، وتوجه الانتحارى مباشرة إلى بوابة المعسكر الذى كان يتدرب فيه 300 من حرس الحدود حيث قتل 70 منهم، وكان أجانب قبل الحادث وصلوا إلى مدينة زليتن التى تطل على البحر فى قوارب استعدادًا لتنفيذ العملية، وعقب تلك العملية انفجرت سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش فى ميناء رأس لانوف النفطى الليبى وقتل فى العملية حراس ومدنيون وقتل فى هذه العملية سبعة، ومنطقة المنشآت النفطية تعد هدفًا لداعش لذا تتعرض لهجمات قاسية من أجل بسط نفوذ داعش للسطو عليها، وتمثل ليبيا إحدى المحطات المحتملة لداعش لنقل مركزه إليها خاصة مع وفرة النفط فيها وغياب الدولة واضطراب سياسات أمريكا والغرب تجاه دعم حكومة موحدة فى البلاد.
وفى السعودية بث تنظيم القاعدة تسجيلًا صوتيًا لإبراهيم العسيرى توعدها فيه باستهداف مصالحها بسبب أحكام الإعدام التى نفذتها فى 47 ممن اعتبرتهم إرهابيين على رأسهم قيادى القاعدة فارس آل شويل الزهرانى، وهو يعد منظرًا فكريًا لها، وهو متخرج فى كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود ومن أهم أبحاثه «الباحث عن حكم قتل أفراد المباحث»، وهى تجوز قتل أفراد المباحث السعوديين، وتحدث العسيرى لأول مرة فى التسجيل الصوتى عن القنصل السعودى «عبد الله الخالدى» الذى احتجزه التنظيم لثلاث سنوات من أجل مساومة السعودية بالإفراج عن أعضائها، بيد إنه أطلق سراحه بعد رفض السعودية لابتزاز التنظيم.
وفى العراق ومع حصار داعش فى مناطق غرب العراق يعمد التنظيم إلى حرب طائفية ذات طابع مذهبى من خلال ضرب مراكز وأسواق للشيعة فى بغداد، يرد عليها الشيعة باستهداف لمساجد السُنة، وتشير المعلومات إلى انغماسيين يرسلهم تنظيم داعش لاستهداف مناطق الجنوب فى العراق، والتى تضم غالبيات شيعية وذلك من أجل توسيع أماكن الاستهداف الطائفى بعيدًا عن الأماكن التقليدية لها والتى كان تنظيم القاعدة وقت أبى مصعب الزرقاوى يحصرها فى بغداد، أما الآن فهى تتجه نحو الجنوب الذى كان بعيدًا عن الاستهداف الطائفى، وهنا يواجه العراق مخاوف من مخاطر مواجهات طائفية يحسن التنظيم إشعالها فى ظل سياق محتقن فى المنطقة وخاصة التصعيد المتنامى بين السعودية وإيران.
الإرهاب فى مصر
لم يشأ الإرهاب أن يمضى العام الجديد فى مصر دون تعكير أجوائه وفرض وجوده البغيض على روح التفاؤل والبهجة التى يستحضرها الناس أملًا فى عام أفضل، وشن الإرهاب فى الأيام الأولى من العام هجومًا على خط الغاز الطبيعى الذى يوصل الغاز إلى الأردن، وفى نفس اليوم أطلق إرهابيون النار على حافلة كانت تقل سياحًا أمام فندق فى شارع الهرم، وأعلن تنظيم داعش فى سيناء مسئوليته عن الحادث، كما لم يلبث أن أعلن مسئوليته عن استهداف ضابط برتبة عقيد يترأس مرور المنيب ومجند من قبل إرهابيين يستقلان دراجة بخارية بمنطقة أبى النمرس بالجيزة، وقتلهما والاستيلاء على سلاحهما وحرق السيارة التى كانا يستقلانها.
ولأن السياحة أحد الأهداف التى يضع الإرهابيون أعينهم عليها باعتبارها أحد مصادر الدخل القومى المهمة للاقتصاد المصرى فإن شابين من منطقة الجيزة استهدفا فندقًا فى الغردقة استطاع الأمن أن يحبطا هجومهما ويقبض على أحدهما بينما واجه الآخر القتل، وقال الأمن إن أحدهما كان ينتمى لأولتراس وايت نايتس وتحول فجأة عبر الإنترنت إلى أفكار داعش.
الإرهاب فى إسطنبول
هذا هو الهجوم الأول الذى تشهده مدينة إسطنبول ضد السياح، وفى قلب ميدان السلطان أحمد الواقع فى أهم مركز سياحى فى البلاد أمام المسجد الأزرق الأكبر والأهم وأمام مسجد آيا صوفيا الذى يعد متحفًا، وأهم مصادر الدخل السياحى فى البلاد، وأعلن داعش مسئوليته عن الهجوم، وأشار «أردوغان» إلى أن منفذ العملية سورى اقترب من مجموعة من السياح وفجر نفسه فيهم، وقتل فى الحادث عشرة منهم سبعة ألمان، وتعرضت تركيا العام الماضى لهجوم ضخم أمام محطة أنقرة المركزية وقتل فيه أكثر من مئة شخص.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف