المساء
محمد مجاهد
ليبرو- بص.. شوف.. حمادة بيعمل إيه
الوسط الرياضي في أشد الحاجة الي جلوس شخص بصفات الراحل العظيم الكابتن حمادة إمام رحمه الله.. كان شخصية رياضية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.. امتاز الفقيد بالتواضع الشديد جداً وهو الذي كان يتربع علي عرش النجومية في الستينيات وأوائل السبعينيات.. والفقيد كان نجماً فوق العادة في كل شئ في الناحية الفنية صاحب الشعبية الكبري في جيله وبين أقرانه ليس بالأداء الفني فقط. ولكن بالسلوك القويم امتاز بدماثة الخلق.. فضلاً عن الأداء الفني الراقي.. تسبب في الشعبية الكبيرة لنادي الزمالك منذ ان وطأت أقدامه المستطيل الأخضر.. ولا ننسي الهتاف التقليدي "بص وشوف.. حمادة بيعمل إيه" الذي كان يهز المدرجات في استاد حلمي زامورا.. لم يكن حمادة إمام لاعباً عادياً.. بل متفوقاً علي أبناء جيله الأمر الذي وضعه في المقدمة دائماً.. واتذكر انني في بداية عملي الصحفي بالمساء اقتربت من حمادة إمام وهو يقترب من وداع الملاعب شعرت أيامها بأنني أمام هرم كامل وانسان بكل ما تحمله الكلمة.. كان مدرسة في الأخلاق.. لا يرد أي طلب لمشجع يريد التحدث معه.. يتعامل مع الجميع بأسلوب راق جداً.. وعندما اعتزل الكرة عام 1974.. كان لابد من الاستفادة بهذه الخبرة الكبيرة.. تولي ادارة الكرة بالزمالك وحقق نجاحاً كبيراً.. ثم بدأ السلك الاداري في ناديه واكتسح الانتخابات في عضوية مجلس الادارة.. ثم وكيلاً للنادي ونائباً لرئيس مجلس الادارة دافع عن الزمالك بكل قوة وبأسلوب راق لم يخرج طوال حياته الكروية الكبيرة عن المألوف.. لم يستطع أي حكم اشهار الكارت الأصفر له في الملاعب أهدافه تتحدث عن نفسها واسألوا وستهام الانجليزي الذي سجل في مرماه 3 أهداف جميلة ورائعة وملعوبة من الأهداف الخمسة التي أحرزها الزمالك يومها عندما كانت الكرة المصرية تستقبل أقوي الفرق العالمية للعب في مصر.. واقتربت من الراحل العظيم الكابتن حمادة إمام عندما كان نائباً لرئيس اتحاد كرة القدم مع اللواء حرب الدهشوري رئيس الاتحاد الأسبق وكون الاثنان ثنائياً متفاهماً في خدمة كرة القدم المصرية وفي عهده حققت الكرة المصرية أول ميدالية عالمية في تاريخ الكرة المصرية عندما فاز منتخب الشباب بالميدالية البرونزية عام 2001 وهو الفريق الذي كان يتولي قيادته الكابتن شوقي غريب وهذه النتيجة لم يحققها أي فريق كروي حتي الآن.. فضلاً عن أفكاره الرائعة للنهوض بمسابقات الناشئين والشباب.
نال حب واحترام جميع العاملين في الوسط الكروي بصفة عامة وكرة القدم خاصة..في التعليق الرياضي امتاز حمادة إمام بتقديم وجبة دسمة للجماهير في التعليق.. باسلوب رائع ولا ننسي اطلاقاً الجملة الشهيرة هاتها من الشبكة.. نال حمادة إمام الاحترام والحب الجارف من جميع الأندية بلا استثناء لم نسمع انه في يوم من الأيام أغضب أي فرد.. بل كان البلسم في كل المواقف.. دائماً مبتسماً لا يعرف قلبه إلا نبضات الحب للجميع كانت الجماهير في كل مكان تلهث خلفه من أجل التحدث مع هذا العملاق .
عميدها الراحل العظيم يحيي الحرية إمام أفضل حارس مرمي في الأربعينيات والخمسينيات وهو والد حمادة إمام وجد حازم امام فضلاً عن الامبراطور حسين إمام أحسن حكم في تاريخ الكرة المصرية.. ولك ان تتصور ان الكابتن حسين إمام كان يدير مباريات الأهلي والزمالك التي كان يشارك فيها ابن شقيقه حمادة إمام والجميع يتقبل القرارات بصدر رحب عندما كانت الكرة المصرية خالية من الشوائب في عهد الهواية الخالصة. فضلاً عن شريكه حياته الفاضلة الدكتورة ماجي الحلواني.
وحمادة إمام رحمه الله تاريخ كبير في دنيا كرة القدم بصفة عامة والرياضة المصرية خاصة.. ولذلك كان رحيله المفاجئ صدمة كبيرة في الوسط الرياضي.. وكانت جنازته غير المسبوقة رمزاً للوفاء لهذا النجم الرائع في كل شئ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف