الجمهورية
السيد البابلى
إنذار من "كلب" الأهرم..!!
لماذا يستغرب الناس من سلوك بعض البني آدمين في تعذيبهم للحيوان وسوء معاملتهم له..!
وهل كانت "قضية" كلب الأهرم الذي تم ضربه حتي الموت تستحق كل هذه المتابعة والضجة الإعلامية والشعبية.. أم أن الناس قد رأت فيها إنذارا للتنبيه بما يحدث في الشارع الآن من تجاوزات وانفلات وفوضي؟!.
وهي فعلا إنذار بأن الناس قد تغيرت. وأن ما يحدث في شوارعنا أصبح مقلقا ومخيفا. فهذا الشارع قد أصبح خارج السيطرة الأمنية منذ ثورة يناير 2011. وظهر قادة جدد للشارع من بلطجية وفتوات ومدمنين وتجار مخدرات..!
والناس أنفسهم الذين كانوا عنوانا للشهامة والرجولة لنجدة المستغيث والضعيف تخلوا عن ذلك كله. وحاولوا أن يكونوا جميعا ذئابا لحماية أنفسهم. فتحولنا دون أن ندري إلي غابة لا مكان فيها لأي حيوان أليف..!
ولذلك لم يكن مستغربا أن يقوم أربعة "رجال" بإعدام "كلب" بهذه الطريقة الوحشية في عملية انتقام تعكس وتبرز وجوها دموية تتلذذ بالعنف وتعتقد أنه الطريقة الوحيدة التي يمكن التفاهم والتعامل بها.
ولولا أن فيديو تعذيب هذا الكلب قد ظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي لكان هذا الحادث قد مر مثل حوادث كثيرة قبله دون أن ينتبه بعض ذوي الضمائر الحية ودون أن يكون هناك كل هذه الثورة "المؤقتة".
***
ولأن الشارع قد أصبح خارج السيطرة. فإن أي حديث عن جهود لوقف التحرش الجنسي أو التعرض للنساء بكل أنواع المضايقات. هو حديث أجوف لن يري تطبيقا علي أرض الواقع.
فالعديد من الأحياء العشوائية والشعبية أصبح فيها التحرش سلوكا يوميا معتادا. ولا تسلم أي أنثي من الملاحقات اللفظية والجسدية التي تصل إلي حد الإيذاء دون أن يتحرك الناس لإيقاف هذا السلوك أو معاقبة صاحبه. فالناس لم تعد تري في ذلك جريمة..!
ولم يكن لجوء النساء في هذه الأحياء إلي ارتداء النقاب إلا نوعا من محاولة ستر أنفسهن والاحتماء في تكتل ديني لحمايتهن وإبعاد الخطر عنهن.
ففي بعض هذه المناطق الأمن لا وجود له. لا قبل الثورة ولا بعدها. وهو ما حول هذه المناطق إلي مفرزة لكل أنواع التطرف والإرهاب..
ولا يقتصر الأمر علي التحرش وإنما يمتد إلي السرقة بالإكراه والاختطاف وجرائم عديدة بدأت تثير مخاوفنا وتدفع في اتجاه ضرورة مراجعة المنظومة الأمنية للعودة إلي الشارع بشكل جديد مؤثر وظاهر ومنظم وحازم أيضا.
فنحن نقدر جهود الأمن التي لا تتوقف وتضحياته الكثيرة في معركة الوطن مع الإرهاب ومع الذين يريدون تدمير وهدم البلاد من الداخل. ولكننا نتطلع إلي دور لا يقل أهمية في تأمين الشارع وحماية المواطنين وإنقاذنا من "الكلاب" التي أصبحت في صورة "البني آدمين".
***
وفي مواجهة ما يحدث من انفلات وفوضي أخلاقية في الشارع فإن الأولوية يجب أن توجه نحو البحث عن توفير فرص عمل لآلاف الشباب من العاطلين الذين يبحثون عن أي فرصة عمل والذين فقدوا الثقة في كل شيء. وأصبحوا ناقمين علي المجتمع وعلي الناس ولم يعد بعضهم يخاف قانونا ولا دينا.
وإذا كان البعض قد أصابته الدهشة وهو يري أن هناك من الشباب من يقدم علي السفر إلي ليبيا حتي الآن رغم ما يتعرض له المصريون هناك. فإن عليه أن يتفهم ويدرك أن هذا الشباب قد وصل إلي مرحلة من اليأس بحيث أصبح متقبلا لفكرة الموت في قارب للهجرة أو الموت برصاصة. فلم يعد لديه ما يخسره وربما ما يعيش من أجله.
***
ولكن الصورة لم تكن أبدا رماردية.. ولا تحتاج إلا لمن يمسح عنها الغبار ويوضح ملامحها وانفعالاتها. والشعب المصري لا يعرف إلا الخير. ومصر مليئة بأهل الخير. والتبرعات التي تنهال علي مستشفي السرطان هي مثال واضح علي هذا الخير. ومن الممكن أن تكون هناك تبرعات مماثلة وحملة قومية لتوفير قروض ميسرة للشباب حتي يمكن أن يكون لكل شاب مشروعه وأن نعيد بناء الحلم لدي الشباب. ومد الحلم الذي سيخلق شعورا بالأمل ويعيد الصفاء للمجتمع.
***
والناس الحلوة الطيبة انصرفت عن الدوري المصري المتوقف. وقاطعت الدوري الانجليزي وذهبت تتابع الدوري الإيطالي من أجل ابن مصر محمد صلاح الذي انتقل من تشيلسي الانجليزي إلي فيورنتينا الايطالي.
والناس تتفاعل كثيرا مع محمد صلاح سفيرنا في بلاد الكورة.. والناس سعيدة ان هناك مصريا في دوريات الكبار... والناس تسعد لكل ما هو مصري.. وهذه هي الروح التي علينا أن نتحلي بها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف