عبد الرحمن فهمى
.. وتأجلت الانتخابات.. شكراً
الموضوع ليس سبقاً صحفياً.. ولا استجابة لمقال أو كاتب.. الموضوع اننا يجب أن نشعر ونعرف ونتأكد اننا في مركب واحد وسط بحر هائج مليء بالأمواج العاتية التي تحيط بالمركب من كل اتجاه..
ولا أريد أن أقول شكراً للجميع حينما استجابوا لما ناديت به هنا وفي جريدة "الوفد" عن ضرورة تأجيل الانتخابات لأكثر من سبب.. أهم هذه الأسباب أن يشعر الناس اننا في "الجمهورية الثالثة".. يجب أن ينسي الناس حكاية "سلق" أية انتخابات والمعترض يذهب إلي القضاء.. و"حلني".. أمامنا عام أو أكثر لحين تصدر أحكام محكمة استئنافها.. وأخيرا يتم حل المجلس.. مجرد حل المجلس فضيحة وهي ما تكررت أكثر من مرة.. والكارثة ان السلطات القديمة البائدة التي لن تعود كانت تفتخر بالاستجابة للقضاء "العادل"!!! وتفرح أيضاً!!! كان في إعادة الانتخابات فرصة للسلطات لكي تتخلص من معارضها وتساعد بعض أذنابها وتفي بوعودها لبعض من لم ينجح.. ثم السلطات القديمة كانت ترحب بالانتخابات حتي لو كانت كل عام!!! لما في هذه الانتخابات من تجاوزات وأرباح ورشاوي وغير ذلك..
هذا "العك" القديم يجب أن ننساه.. هناك شبه "عدم دستورية شيء ما" فلنتوقف ونتأكد..
***
الجمهورية الثالثة لا تملك "رفاهية" ضياع الوقت.. فنحن من أول يوم وضعنا ايدينا فوق يد القائد وقرأنا الفاتحة مكان القناة الجديدة وكانت يد الله عز وجل فوق ايدينا.. نحن من أول بدأنا شق شوارع وطرق واسترادات جديدة.. كان المرحوم المهندس عثمان محرم له كلمة مأثورة "شق شارع وبعد أيام ستفاجأ بمولد مدينة"!!! عثمان محرم رجل لا يعوض.. صاحب خزان أسوان "1951" في رقم قياسي أذهل العالم وصاحب فكرة الظهير الصحراوي وأول من وقف أمام محكمة الثورة عام "1953" فحكمت المحكمة بشكره والثناء عليه.. علي فكرة عثمان محرم رفض أن يدافع عنه محامي ودافع عن نفسه.. وهو صاحب الواقعة المشهورة جدا.. دون أن يشعر قال للمدعي العام العسكري تعقيباً علي رأي له "انت حمار"!!!
.. ورفعت المحكمة الجلسة ولما عادت تقديرا لعبقرية هذا الرجل اكتفت بتوجيه اللوم له وطلب منه الاعتذار للمدعي!!!
***
دائما أسرح في الكتابة حينما أكتب عن الماضي.. المهم ان الجمهورية الثالثة لا تملك "رفاهية" ضياع الوقت.. ولا "رفاهية" ضياع الأموال!!! نحن "طلقنا بالثلاثة" القروض الخارجية والداخلية.. والانتخابات تحتاج لميزانية ضخمة.. الجمهوريات السابقة لم يكن يهمها المال ولا القروض ولا ضياع الجنيه المصري الذي كان يوما أغلي من الجنيه الذهب!!! كان يهمها الجلوس علي الكرسي للأبد.. حتي بعد الممات!!!
***
وبعد نحن في "الجمهورية الثالثة" ليس لدينا تطلعات شخصية.. تطلعاتنا جميعاً من القائد إلي رجل الشارع تطلعاتنا قومية وطنية.. نريد أن ننهض كما نهضت شعوب من نومها.. خرجت من تحت الصفر إلي "نمر اقتصادي" لسنا أقل من ألمانيا ولا اليابان ولا ماليزيا ولا كوريا.. ولا حتي سنغافورة.. لذلك بالشفافية والصراحة والتضامن.. سنصل بإذن الله تعالي سنصل.. إن شاء الله.. حتي لو فرشنا الطريق بدمائنا جميعاً.. والله معنا.