.. لم يكن قد أكمل السبعة أعوام حينما وجد نفسه يتيماً!! فقد والده ووالدته فجأة وبأقصي سرعة حينما هاجرا إلي الخارج بعد مصادرة أموالهما خوفاً مما هو أسوأ مثل الاعتقال أو المحاكمات.. التحق مع أخيه بكلية فيكتوريا بالمعادي لمدة عام بالعافية.
فقد طلبت إدارة الكلية ولي الأمر وكان السؤال هو هل هما من أبناء الجريدة التي تمت مصادرتها.. وكان ردي بهدوء وبجرأة.. علي طريقة خير وسيلة للدفاع هو الهجوم.. قلت بعشم وكذب يسمونه الكذب الابيض - قلت للرجل الكبير الذي قيل لي فيما بعد انه "الهمة" الكبيرة في الكلية.. قلت له: ياعم جرايد ايه وسياسة إيه.... هناك مئات أسماؤهم أبوالفتح.. دفتر التليفون فيه صفحات ناس لقبهم أبوالفتح.
كنت أخشي ما أخشاه ان ينكشف أمري.. خاصة إذا سألني ما هو إسمك!!!! مثلا!!! أو يسألني عن الوظيفة.. شئ طبيعي أن اكون من عائلة أبوالفتح التي تمتلك أكبر دار صحفية كانت لها ضجة خاصة في الأيام الاخيرة بالذات.. كانت أزمة مارس .1954
المهم انتهي هذا العام بالكذب الأبيض وجهل المدير العام لأكبر!!!.. لذا كان لابد من ان يلحق الطفلان بوالديهما في الخارج.. كيف!!... كان الشئ الظاهر أن هذا مستحيل!!!
ولكن في كل مكان في اية بقعة في العالم تجد اناسا جزء ولو كان بسيطا من الخير في قلوبهم.. فكان قرار سفر الطفلين.. في المطار توقف العمل تماما وامتلأ بالشرطة!!!! هناك مسافران اسمهما أبوالفتح!!!! اخذت الطفلين ومعي عبدالله عبدالباري رئيس اعلانات جريدة الأهرام الذي تربي في "المصري" وهو شاب صغير وقلت للضابط بتريقة وضحك:
- هل احضرت القيد الحديدي لهذين الطفلين؟؟؟
وقال عبدالله عبدالباري : لو صبرتم دقائق لكان قرار الداخلية بالسماح بسفرهما امامكم.. هذا هو القرار!!!!
***
وظل هذا الطفل في الخارج لمدة عشرين عاما يتعلم كل شئ الا اللغة العربية الذي اتولي مهمتها مغترب محكوم عليه بالاعدام وهو الأخ حسن عشماوي نجل محمد باشا العشماوي... رجل فاضل يعلم اللغة مع الدين.. فكان الطفل مع شقيقه هو متدينا لايفوته فرض ولا سنة - حتي عاد الي مصر حينما صاح فجأة يوما ما الرئيس السادات: لماذا لم يعد والد الطفل أحمد أحمد أبوالفتح حتي الان.
وعادت الأسرة .. عاد الطفل ذي السبعة اعوام وعمره 27 عاما.. وشق طريقه في الحياة بصعوبة حتي وصل الأمر لتدبر جريمة لا اساس لها.. فتمت براءته في أول جلسة.. حتي النائب العام رفض الحبس الاحتياطي رغم انها كانت جناية وليست جنحة.
رحم الله محمد أبوالفتح الصغير الذي فقدناه في لحظة.. ولكنها كانت لحظة ترضي عنها السماء- ليلة جمعة والصلاة عليه في مسجدين مسجد الرحمن الرحيم ثم دون أي ترتيب او تفكير من احد وقفت سيارته أمام سيدنا الحسين الذي كان دائم الصلاة فيه لتقام الصلاة عليه مرة أخري.. اختارته السماء من بيننا في لحظة نور هنيئا له.
***
** الحكم الدولي جهاد جريشة ال0ةجذي كان مرشحا بقوة لفوزه بجائزة أحسن حكم في إفريقيا "2015".. رغم كل تقديراته سواء في الاتحاد الافريقي أو الاتحاد الدولي في كل المباريات التي اسندت اليه.. وكان آخرها نهائي دوري الابطال الافريقي بين بطل الجزائر وبطل موزمبيق التي طرد فيها لاعبان اثنان من لاعبي صاحب الارض "الجزائر".
فضلا عن التقارير الفنية الممتازة.. صفحة بيضاء تماما فلم تلوث سمعته قط باي شئ تتمس كرامته أو شفافيته ولا أي احتكاك مع لاعب أو مدرب أو مراقب.. فلا أقل من ان يساعده اتحاد الكرة للمشاركة في نهائيات روسيا "2018".. مصر طول عمرها تفخر بالحكام الذين اشتركوا في البطولات الدولية والقارية
ما رأي الاتحاد ...
كان هذا هو فاكس الزميل الصديق ميمي القيعي "كفر الزيات" شكرا يا عم ميمي!!!